اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 159
و ليس يمرّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) ببطن من بطون الأنصار إلّا قاموا إليه، يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم: خلّوا سبيل الناقة فإنّها مأمورة، فانطلقت به و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) واضع لها زمامها حتى إذا انتهت إلى الموضع الّذي ترى، و أشار بيده إلى باب مسجد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) الّذي يصلّي عنده بالجنائز، فوقفت عنده و بركت و وضعت جرانها [1] على الأرض، فنزل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) و أقبل أبو أيّوب مبادرا حتى احتمل رحله، فأدخله منزله، و نزل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) و عليّ (عليه السلام) معه حتى بنى له مسجده، و بنيت له مساكنه و منزل عليّ (عليه السلام) فتحوّلا إلى منازلهما.
فقال سعيد بن المسيّب لعليّ بن الحسين (عليه السلام): جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه؟ فقال: إنّ أبا بكر لمّا قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم عليّ (عليه السلام)، فقال له أبو بكر: انهض بنا إلى المدينة فإنّ القوم قد فرحوا بقدومك، و هم يستريثون [2] إقبالك إليهم، فانطلق بنا و لا تقم بنا ههنا تنتظر قدوم عليّ، فما أظنّه يقدم عليك إلى شهر.
فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) كلّا ما أسرعه، و لست أريم [3] حتى يقدم ابن عمّي و أخي في اللّه عزّ و جلّ، و احبّ أهل بيتي إليّ، فقد وقاني بنفسه من المشركين، قال: فغضب عند ذلك أبو بكر و اشمأزّ، و داخله من ذلك حسد لعليّ (عليه السلام)، و كان أوّل عداوة بدت منه لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) في عليّ (عليه السلام)، و أوّل خلاف على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم)، فانطلق حتى دخل المدينة و تخلّف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) بقبا ينتظر قدوم عليّ (عليه السلام).