responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 272

عدد من هوَلاء الدعاة : قبيلتا عضل والقارة: «إنّ فينا إسلاماً فاشياً، فابعث معنا نفراً من أصحابنا يُقْرِئوننا القرآن ويفقهوننا في الاِسلام»، فتكونت جماعة منهم بقيادة: مرثد بن أبي مرثد الغَنوي، ساروا حتى وصلوا ماء الرجيع التي تقطن عنده قبيلة هذيل، فكشفوا عن نواياهم الشريرة بقتلهم والغدر بهم، إلاّ أنّ المبلغين استعدوا للقتال، فقال العدو: ما نريد قتالكم وما نريد إلاّ أن نصيب منكم من أهل مكة ثمناً، ولكم عهد اللّه وميثاقه لا نقتلكم. فردّعليه أحدهم: إنّي نذرت أن لا أقبل جوار مشرك. أو قالوا: واللّه لا نقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً. ولذا فقد قاتلوا القوم قتال الاَبطال فاستشهدوا إلاّ ثلاثة منهم: زيد بن دثنّة، خبيب بن عدي، و عبد اللّه بن طارق البلوي، إذ أنَّهم استسلموا فأوثقوهم،ولكن عبد اللّه ندم على فعله فقاتلهم ثانية حتى قتل فدفن بمر الظهران. أمّا الآخران فباعوهما في مكّة، حيث اشترى صفوان بن أُميّة، زيد بن دثنّة وقتله ثأراً لاَبيه. فقام أوّل شيء بحبسه في الحديد، وكان يتهجد بالليل و يصوم النهار، ثمّ أخرجه إلى التنعيم ليصلبه على مرأى من الناس، فطلب أن يصلي ركعتين، ثمّحملوه على الخشبة وقالوا له: يا زيد إرجع عن دينك المحدث واتّبع ديننا ونرسلك، فيقول: واللّه لا أفارق ديني أبداً.

فقال له أبو سفيان: أنشدك باللّه يا زيد أيسرّك أنّمحمّداً في أيدينا مكانك وأنت في بيتك؟ فقال زيد بشجاعة: ما يسرني أنّ محمّداً أُشيك بشوكة وإنّي في بيتي وجالس في أهلي. فأثّرت كلماته في نفس«أبي سفيان» فقال: ما رأينا أصحاب رجل قطّ أشدّ حبّاً في أصحاب محمّد بمحمد. فصلبوه شهيداً دفاعاً عن العقيدة وحياض الدين.

أمّا خبيب فقد حبسوه فترة من الوقت ثمّ قرروا قتله صلباً أيضاً. فخرجوا به إلى التنعيم، وخرجت جماعة من النساء والصبيان و العبيد ومن أهل مكّة، فقال

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست