responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 273

لهم: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا. فسمحوا له، ثمّ قال لهم: أما واللّه لولا أن تظنّوا أنّي إنّما طولت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة. فرفعوه على خشبة و قالوا: إرجع عن الاِسلام نخلّسبيلك. فقال: لا واللّه ما أحبّ إنّي رجعت عن الاِسلام وأنّ لي ما في الاَرض جميعاً. فقالوا له: أما واللات والعزى لئن لم تفعل لنقتلنك. فقال: إنّ قتلي في اللّه لقليل. ثمّ صرفوا وجهه عن القبلة ووجهوه نحو المدينة فقال: أمّا صرفكم وجهي عن القبلة فإنّ اللّه يقول: (فَأيْنما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه) [1] اللّهم إنّي لا أرى إلاّوجه عدو، اللّهم إنّه ليس هاهنا أحد يبلغ رسولك السلام عنّي فبلغه أنت عنّي السلام. ثمّ دعا على القوم: اللّهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً. ثمّ دعوا أبناء من قتل ببدر فكانوا أربعين غلاماً، أعطوا كلّواحد منهم رمحاً، وقالوا لهم: هذا الذي قتل آباءكم. فطعنوه برماحهم،فتحرك على الخشبة وصار وجهه نحو الكعبة فقال: الحمد للّه الذي جعل وجهي نحو قبلته التي رضي لنفسه ولنبيّه وللموَمنين. فغضب أحد المشركين: عقبة بن الحارث لتمسكه بالاِسلام وإخلاصه له، فطعنه طعنة قاتلة وهو يوحّد اللّه ويشهد أنّمحمّداً رسول اللّه. وبقي جثمانه فترة على الخشبة بحراسة الكفّار حتى أنزله اثنان من المسلمين الاَشدّاء ودفناه كماأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .

وقد أحزن هذا الحادث الاَليم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وجميع المسلمين، وأنشد فيهم حسّان بن ثابت أبياتاً ذكرها «ابن هشام»في سيرته.

إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى

كان زهير بن أبي سلمى من شعراء العرب البارزين في العهد الجاهلي،


[1] البقرة: 115.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست