responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 269

اشتراكهن في الجهاد: يا رسول اللّه نحن نقوم بكلّ ما يحتاج إليه الرجال في حياتهم ليجاهدوا ببال فارغ، فلم حُرِمنا نحن من هذه الفضيلة؟ فأجاب «صلى الله عليه وآله وسلم» : إنّحُسْنَ التبعّل يعدل ذلك كلّه.مشيراً إلى الاَسباب الطبيعية والعضوية للمرأة. إلاّ أنّ بعضهن خرجن من المدينة لمساعدة جنود الاِسلام، في السقي وغسل ثيابهم وتضميد الجرحى. واشتهرت منهن في أُحد: أُمّ عمارة نسيبة المازنية: التي قاتلت دفاعاً عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فجرحت، وقالت تشرح موقفها: أقبل ابن قميئة وقد ولّى الناس عن الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» يصيح: دلّوني على محمّد لانجوت إن نجا. فاعترض له مصعب بن عمير وآخرون، وكنت فيهم فضربني هذه الضربة. ولقد ضربته على ذلك عدّة ضربات، ولكنّه احتمى بدرعين كانا عليه. و كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ينظر إليّ، فرأى جرحاً على عاتقي، فصاح بأحد أولادي: «أُمّك أُمّك إعصب جرحها»، فعاونني عليه.

وعندما رأت ابنها وقد جرح أقبلت إليه ومعها عصائب أعدّتها للجراح فربطت جرحه،والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ينظر، فقالت لولدها: انهض يا بني فضارب القوم. ممّا أعجب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) باستقامتها وثباتها وإيمانها فقال: «ومن يطيق ما تطيقين يا أُمّ عمارة».

وفي هذه الاَثناء أقبل الرجل الذي ضرب ولدها فقال النبي ص هذا ضارب ابنك. فحملت عليه كالاَسد وضربت ساقه فبرك. ممّا ازداد من إعجاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بشجاعتها وبسالتها فتبسم وقال: «استقدت يا أُمّ عمارة، الحمد للّه الذي ظفّرك وأقرّ عينك من عدوك».

وبعد المعركة طلبت الانضمام إلى جيش المسلمين الذي سار إلى حمراء الاَسد، ولكن جراحها منعتها من تأدية الغرض، وبعد رجوع النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» سأل عنها فسرّ لسلامتها.

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست