responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 262

هذه الاَُسطورة نقلها الطبري في تاريخه، وردّدها المستشرقون، وهي باطلة تماماً، فالعقل يحكم بأنّ المرشدين الذين يبعثهم اللّه تعالى إلى البشرية، مصونون من أي خطأ وزلل، حتى لا تزول ثقة الناس بهم وبأفكارهم. والقرآن شهد ببطلانها أيضاً فكيف تمكّن الشيطانُ من الانتصار على النبيّ ص وسرّب إلى القرآن شيئاً باطلاً؟ فيصبح القرآن الذي يعادي الوثنيةويحاربها، داعياً إلى عبادتها. والقرآن يوَكّد: ( إنّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطان)[1] (إِنَّه لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).[2]

ولذا فإنّ الحديث باطل لم ينطق به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

لمحات من تضحيات وحبّ أبي طالب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

اجتمع أسيادُ قريش وأشرافها في بيت أبي طالب للتحدّث عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان متواجداً معهم، وعن دينه والمشكلات السائدة في مكة، ومحاولة إبعاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دعوته، ولكنّهم يئسوا في الحصول على أيّة نتيجة مرضية، فتركوا بيت أبي طالب غاضبين مهددين، وقال عقبة بن أبي معيط: لا نعود إليه أبداً، وما خير من أن نغتال محمّداً.

فَغَضِبَ أبو طالب دون أن يرد عليهم بشيء لاَنّهم كانوا في بيته. وحدث أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج من بيته في نفس اليوم ولم يعد، فجمع أبو طالب الفتيان من بني هاشم و بني المطلب، وطلب منهم أن يتبعوه إلى المسجد، ويجلس كلُّ واحد منهم إلى عظيم من عظمائهم. فجاء زيد بن حارثة وسأله أبو


[1] الحجر:42.
[2] النحل:99.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست