responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 261

فنزلت الآيات توبيخاً له.

أُسطورة الغرانيق

قيل إنّ الاَسود بن المطلب، والوليد بن المغيرة، وأُميّة بن خلف، والعاص ابن وائل، قالوا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا محمّد هلمّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن و أنت في الاَمر. فأنزل اللّه تعالى: (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُون* وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُد) .[1]

ومع ذلك فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رغب في أن يساوم قريشاً ويجاريهم، فقال في نفسه: ليت نزل في ذلك أمرٌ يقرّبنا من قريش. وبينما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يتلوا القرآن في الكعبة، فبلغ قوله تعالى من سورة النجم: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالعُزّى* وَمَناةَ الثّالثَةَ الاَُخرى) [2] أجرى الشيطان على لسانه الجملتين الآتيتين: «تلك الغرانيق العُلى منها الشفاعة تُرتَجى». فقرأهما من دون اختيار، ثمّقرأ بعدها من الآيات. ولما بلغ آية السجدة، سَجَد هو و من حضر من المسلمين و المشركين أمام الاَصنام، إلاّ الوليد الذي عاقه كِبـَرُ سنّه عن السجود، ففرح المشركون وارتفعت صيحاتهم: لقد ذَكَر محمّد آلهتنا بخير. فانتشر الخبر بالتقارب والمصالحة بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمشركين، ولكنّهم عرفوا بأنّالاَمر تغيّر ثانية، حيث نزل مَلَكُ الوحي على النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وأمره بمخالفة الاَصنام ومجاهدة الكفّار، وأنّ الشيطان هو الذي أجرى تلك الكلمات على لسانه، فهي ليس من الوحي في شيء أبداً. فنزلت الآيات في ذلك من سورة الحجّ52ـ 54:(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِىٍّ إِلاّ إِذا تَمنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللّهُما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللّهُ آياتِهِ وَاللّهُ عَليمٌ حَكيمٌ...) .


[1] الكافرون:2 ـ 3.
[2] النجم: 19 ـ 20.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست