responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 254

الملوك، إذ كان أرغب الناس في اقتناء الجواهر واللآلىَ و الاَواني.

حفر زمزم

نَزَلت عندها قبيلة جُرهم التي رأست مكّة لسنين طويلة، وتستفيد من مياه العين. إلاّ أنّه بعد تفشي المفاسد والشهوات فقد جفّت العين. وعندما هددت خزاعة جرهم، أمر زعيمهم بإلقاء الغزالين الذهبين والسيوف الغالية المهداة إلى الكعبة، في مقر زمزم و ملئها بالتراب، حتى لا يستولي عليها خصومُه، ومتى عاد إلى مكّة استخرج الكنز واستفاد منه. إلاّ أنّ قتالاً نشب بين الطرفين، فاضطرت جرهم وأبناء إسماعيل مغادرة مكة إلى اليمن دون الرجوع إليها ثانية، فتزعم مكة: خزاعة، ثمّ سيطر عليها قصيّ بن كلاب، حتى عبد المطلب الذي ترأسها وقرر حفر بئر زمزم، التي لم يُعرَف موقعها إلاّ بعد بحث طويل، كما أنّالآخرين رَفَضوا انفراده بالحفر، طالبين الاشتراك معه في ذلك، ليحصلوا على الفَخر مثله فقالوا: إنّها بئر أبينا إسماعيل، وإنّ لنا فيها حقّاً فأشركنا معك، إلاّ أنّ عبد المطلب أصر على أن ينفرد في ذلك، حتى يمكنه بعد ذلك أن يسبّل ماءها فيسقي منها جميع الحجاج دون أن يتاجر بها.

ولما طال النزاع بينهم قرروا التحاكم إلى كاهن من العرب سكن ما بين الحجاز والشام. وفي الطريق أصابهم عطشٌ شديدٌ وأيقنوا بالهلاك، ففكروا في كيفية دفنهم إذا هَلكوا وماتوا، فاقترح عبد المطلب أن يحفر كلّ واحد حفيرته، فإذا مات دفنهُ الآخرون، فلا تبقى أجسادُهم طعمة للوحوش والطيور. فقاموا بذلك وانتظروا الموت. إلاّ أنّ عبد المطلب صاح فجأة يحثهم على البحث عن الماء في الصحراء بصورة جماعية، ممّا كان له الاَثر في ظهور عين عذبة أنقذتهم من الموت المحقق، فعادوا من حيث جاءوا وقالوا لعبد المطلب:

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست