responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 253

ويستمر الفردوسي في شرحه لهذا الوضع عن لسان أنوشروان: إذا أصبح ابن الحذّاء عالماً وكاتباً، فإنّه عندما يجلس ولدُنا في الحكم واحتاج إلى كاتب فإنّه سيضطر إلى تعيين ذلك الولد، وهو من عامة الشعب ومن أبناء الطبقة الدنيا، في حين جرت العادة أن نستعين بأبناء الاَشراف والنبلاء. وإذا حصل هذا الحذّاء على العلم والمعرفة حصل على عيون بصيرة، وآذان سميعة، فيرى ما يجب ألاّ يراه،ويسمع ما يجب ألاّ يسمعه، فتحدث الحسرة والاَسف لاَبناء الملوك بعدئذ!!

وبذا فإنّ الملك رفَضَ طلبه وأعاد ماله إليه. وهذا الملك هو ما يصفه البعض بالعدل «أنوشروان العادل»مع أنّه لم يحل المشكلة الثقافية في مجتمعه، كما ذكر عنه، أنّه دفن في القبور أحياء ما يقرب من 80 ألفاً ومائة ألف فرد، خلال فتنة مزدك، التي اندلعت بسبب الظلم الاجتماعي والتمايز الطبقي واحتكار الثروات والمناصب، وحرمان أكثرية الشعب من حقوقها الاَوّلية.

ومن هنا يظهر بطلان الحديث المروي عن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» :«وُلدتُ في زمن الملك العادل أنو شروان».

وقد ذُكر الكثير عن البذخ والترف في البلاط الساساني، من كثرة المجوهرات والاَشياء الثمينة والرسوم، سَحرت العيون وخلبت الاَلباب. وممّا اشتهر منها، سجادة بيضاء كبيرة فرشت في إحدى الصالات، واسمها: بهارستان كسرى، إذاجلسوا عليها وقت الشراب وتعاطي الخمر، فكأنّهم كانوا جالسين في حدائق ورياض. صنعت أرضيتها من الذهب و وشيها بفصوص وجواهر وحرير، وكانت 60*60 ذراعاً، وقيل 150*70 ذراعاً، ومنسوجة من خيوط الذهب والمجوهرات الغالية!!

وممّا قيل عن كسرى خسرو برويز، أنّه جمع الاَموال مالم يجمع مثله من

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست