responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 21

بينهم، وتعدّد المذاهب من جهة، عملا على التقليل من هيبة الاِمبراطورية واتجاهها نحو الضعف و الانحلال. وقد أدّى كلّ ذلك إلى انقسام الاِمبراطورية الرومانية إلى قسمين: شرقي و غربي. وقد استغل اليهود ذلك الضعف و الانهيار الداخلي فخطّطوا لاِسقاط النظام، ممّا جرّ إلى ازدياد جرائم المذابح الانتقامية بين الطرفين، ولم تهدأ الاَحوال إلاّ بعد ظهور الاِسلام وانتشاره في تلك الجهات.

أمّا إمبراطورية فارس، فقد سيطرت على معظم مناطق العالم بالاشتراك مع إمبراطورية الروم، وتميّزت الفترة بالنزاع الدائم بين إيران الساسانية والروم للسيطرة على مناطق نفوذ جديدة، فقد بدأت الحروب بينهما منذ عهد «أنوشيروان» (531ـ589م) حتى زمن «خسرو برويز» لمدة 24 عاماً، ممّاأضعف الدولتين.

وقد اشتهر «برويز» بالميل نحو الترف وحياة البذخ، حتى بلغت أعداد نسائه وجواريه الآلاف منهن، كما كان أرغب الناس في جمع الاَموال والجواهر والاَواني.

وفي الجانب الاجتماعي، ظهر التمييز بين الطبقات، فالنبلاء والكهنة كانوا على رأسها تملكوا المناصب الاجتماعية العليا، بينما حرم الكسبة والمزارعون وبقية أبناء الشعب من كافة الحقوق الاجتماعية، سوى دفعهم للضرائب الثقيلة والمشاركة في الحروب. وقد أدّى هذا الوضع المتردّي إلى أن تمتلك أقلية صغيرة كلّ شيء وهي نسبة (5|11%) من مجموع الشعب، بينما حرم أكثر من (89%) من حقّ الحياة تماماً. كما أنّ الاَغنياء فقط هم الذين تلقّوا التعليم، بينما حُرِمَ الباقون منه، واتخذ الحكّام الساسانيون سياسةالخشونة القاسية مع الناس، وأخضعوهم بالسيف والعنف، وفرضوا الضرائب الثقيلة، ممّا جعل الشعب غير راضٍ على حكمهم وسيرتهم، الاَمر الذي جعل الصراع والتنافس يدب بين الاَمراء والاَعيان

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست