responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 22

وقادة الجيش، فاختار كلّ فريق أميراً من أبناء العائلة المالكة، وتفرغ لتصفية الطوائف الاَُخرى، ممّا أصبح كلّذلك أسباباً قويّة لضعف الدولة وانقسامها وانحلالها أيّام الفتح الاِسلامي.

على أنّ الفساد الذي ظهر في أوساط رجال الدين الزرادشت،وتطرّق الخرافات والاَساطير إلى المعتقدات الزرادشتية، تسبب في حدوث مزيد من التشتّت والاختلاف في آراء الشعب الاِيراني وعقيدته، ممّا أفقده الثقة والاِيمان بتلك المعتقدات.

وقد أدّى تردّي الاَوضاع الاجتماعية، والصراع الطويل بين فارس والروم في خلال عشرين عاماً، إلى عقد الصلح بينهما على أساس أن يدفع الروم إلى فارس ما يعادل (20 ألف دينار)، إلاّ أنّ الروم عادوا إلى الحرب والمعارك الطاحنة مرّة أُخرى لفترة سبع سنوات، تمكن فيها الملك الفارسي خسرو برويز في 614م من الاستيلاء على بلاد الشام وفلسطين وأفريقية، ونهب أورشليم، وحرق كنيسة القيامة ومزار السيد المسيح (عليه السلام) ، وقتل 90 ألف نصراني. وقد حدث ذلك في زمن بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد حزن المسلمون على هزيمة الرّوم الّذين كانوا أصحاب كتاب، و لم يتخذ الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» موقفاً خاصّاً اتّجاه هذه الاَحداث حتى نزل الوحي عليه مبشّراً بانتصار الروم في المستقبل القريب، وقد تحقّقت هذه البشارة في سنة 627 م.[1] وقد وضع الجيش الاِسلامي بحملاته الناجحة، حداً لتلك الاَوضاع المضطربة، ونهايةً لذلك الصراع السياسي الدامي الذي استمر خمسين عاماً، وفسح المجال لاَن يختار الشعبُ الفارسي دينه ومعتقداته بحرية في منأى عن القهر والقسر.


[1] راجع سورة الروم:1 ـ 6.

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست