responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 159

وأمّا بالنسبة لرواية البخاري الاَُخرى بشأن النزول، والتي ينقلها عن عائشة ومفادها: أنّه حدث شجار وصدام بين الاَوس والخزرج أمام الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» حينما كان يخطب على المنبر، فاتّهموا بعضهم بعضاً بسبب قضية الاِفك، حتى أشار عليهم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسكوت فهدّأهم حتى انصرفوا، فهي كذلك لا تتناسب مع أحداث التاريخ الصحيح، إذ أنّ «سعد بن معاذ» رئيس الاَوس كان قد توفّي قبل حادثة الاِفك، التي جرت وقائعها بعد أحداث معركة بني قريظة، وقد صرح بذلك البخاري نفسه في صحيحه[1] في باب معركة الاَحزاب وبني قريظة، فكيف يمكن أن يحضر مجلس النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» ويجادل سعد بن عبادة في قضية الاِفك التي وقعت بعد أحداث بني قريظة بعدّة شهور؟

ولذا فمن المهم أن نعرف أنّ حزب النفاق حاول أن يزلزل النفوس بإلقاء التهمة والبهتان إلى إمرأة صالحة ذات مكانة وأهمية في المجتمع الاِسلامي. وقد فسر قوله تعالى: (الذي تولّى كبره) بأنّ الذي تحمل القسط الاَكبر من هذه العملية الخبيثة هو: «عبد اللّه بن أُبي» فهو الذي قاد هذه العملية الرخيصة الخطرة، كما صرحت بذلك السيدة عائشة نفسها.[2] فقد كان «عبد اللّه بن أُبي» يعمل بتجارة الجواري ويضعهن تحت تصرف الرجال للزنا بهن، فيجني أرباحاً طائلة من وراء هذه التجارة البغيضة، حتى بعد انتشار الاِسلام في المدينة. ولما كان يكرههن على البغاء، واشتكت إحدى نسائه من ذلك، فقد نزلت الآية الكريمة تشجب عمله الدنيء: (وَلا تُكرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلى البِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الحَياةِ)


[1] صحيح البخاري:5|113.
[2] السيرة النبوية:2|297، وقد فطن ابن هشام لهذه الناحية فترك ذكر سعد بن معاذ بينما غفل عنها البخاري في صحيحه.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست