responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 157

المهاجرين، على أساس أنّهم أقلّ مكانة منهم، ممّا تركت كلماته أثرها في نفوسهم، إذ أنّهم ما زالوا يعانون من بقايا العصبية الجاهلية. وكادت الحركة أن توجه ضربة قاضية إلى صرح الوحدة الاِسلامية والاِخوة الاِيمانية، ولكن زيد بن الاَرقم ظهر من بين فتيان المسلمين ليرد عليه بالكلمات القوية: «أنت واللّه الذليل القليل المبغض في قومك، ومحمّد في عز من الرحمن ومودة من المسلمين، واللّه لا أحبك بعد هذا أبداً». ثمّ سار إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره بما حدث من المنافق، فأراد الرسول أن يهدّىَ الاَوضاع، فأمر بالرحيل في ساعة من النهار لم يكن يرتحل فيها عادة، كما أنّه سار ليلاً ونهاراً دون إستراحة إلاّللصلاة، وذلك حتى يشغلهم عن الذي حدث من عبد اللّه بن أُبيّ المنافق.

وقد طلب ابنه عبد اللّه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسمح له بقتل أبيه، حيث كان مسلماً حقيقياً أفضل من أبيه، ولكن الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» قال: «بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا».

فما كان من المسلمين إلاّ أن توجّهوا باللوم على ابن أُبيّ، فلحقه من ذلك ذلّشديد بين الناس ، فلم يعبأ به أحد، ولم يعد له أيّدور، وعاش بقية حياته محتقراً بين الناس.

وقد تزوّج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «الجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار» التي كانت من بين سباياهم، فأسلمت وأسلم أهلها، ثمّ أطلق الباقون وهم مائة عائلة من بني المصطلق، إذ اعتبروا من أصهار النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» ،وأطلق جميع أسرى بني المصطلق رجالاً ونساء بفضل هذا الزواج المبارك، وبفضل سياسة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحكيمة.

وفي هذه السنة خرج جماعة من قريش تنشد اللجوء إلى الحبشة خوفاً من قوة المسلمين، وكان فيهم عمرو بن العاص، الذي قدم الهدايا الكثيرة إلى الملك،

اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست