اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 178
وأقامهم عند رأس الشعب ، وكانت الهزيمة
على المشركين ، وحسّهم المسلمون بالسيوف حسّاً[١].
فقال أصحاب عبدالله بن جبير : الغنيمة ،
ظهر أصحابكم فماتنتظرون؟ فقال عبدالله : أنسيتم قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أمّا أنا فلا أبرح موقفي الذي عهد
إليّ فيه رسول الله ما عهد.
فتركوه أمره وعصوه بعد ما رأوا ما
يحبّون ، وأقبلوا على الغنائم ، فخرج كمين المشركين وعليهم خالد بن الوليد ، فانتهى
إلى عبدالله بن جبير فقتله ، ثمّ أتى الناس من أدبارهم ووضُع في المسلمين السلاح ،
فانهزموا ، وصاح إبليس ـ لعنه الله ـ : قُتل محمّد ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعوهم في اُخراهم : «أيها الناس اني
رسول الله وإنّ الله قد وعدني النصر فإلى أين الفرار؟» فيسمعون الصوت ولا يلوون
على شيء.
وذهبت صيحة إبليس حتّى دخلت بيوت
المدينة ، فصاحت فاطمة عليهاالسلام
، ولم تبق هاشميّة ولا قرشيّة إلاّ وضعت يدها على رأسها ، وخرجت فاطمة عليهاالسلام تصرخ [٢].
قال الصادق عليهالسلام : «انهزم الناس عن رسول الله فغضب
غضباً شديداً ، وكان إذا غضب انحدر من وجهه وجبتهه مثل اللؤلؤ من العرق ، فنظر
فإذا عليّ عليهالسلام إلى جنبه ، فقال
: مالك لم تلحق ببني أبيك؟ فقال عليّ : يا رسول الله أكفر بعد ايمان! إنّ لي بك
اُسوة ، فقال : أمّا لا فاكفني هؤلاء.
فحمل عليّ عليهالسلام
فضرب أوّل من لقي منهم ، فقال : جبرئيل :
[١] حساً : أي
استأصلوهم قتلاً. «انظر : الصحاح ـ حسس ـ ٣ : ٩١٧».
[٢] انظر : المغازي
للواقدي ١ : ٢٢٩ و ٢٧٧ ، وتاريخ الطبري ٢ : ٥٠٤ ـ ٥١٠ ، ونقله المجلسي في بحار
الأنوار ٢٠ : ٩٣ | ٢٨.
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 178