اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 177
وناس من الخزرج(يا اَيُّها
الذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصارى اَولِياءَ ـ إلى قوله : ـ
في اَنفُسِهِم نادِمِينَ)(١) (٢).
ثمّ كانت غزوة اُحد على
رأس سنة من بدر ، ورئيس المشركين يومئذ أبو سفيان بن حرب ، وكان أصحاب رسول الله
يومئذ سبعمائة والمشركين ألفين ، وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعد أن استشار أصحابه ، وكان رأيه عليهالسلام
أن يقاتل الرجال على أفواه السكك ويرمي الضعفاء من فوق البيوت ، فأبوا إلاّ الخروج
إليهم.
فلمّا صار على الطريق قالوا : نرجع ، فقال
: «ما كان لنبيّ إذا قصد قوماً أن يرجع عنهم».
وكانوا ألف رجل ، فلمّا كانوا في بعض
الطريق انخذل عنهم عبدالله ابن اُبيّ بثلث الناس وقال : والله ما ندري على ما نقتل
أنفسنا والقوم قومه ، وهمّت بنو حارثة وبنو سلمة بالرجوع ، ثمّ عصمهم الله جلّ
وعزّ ، وهو قوله : (اِذهَمَّت طَّائِفتانِ
مِنكُم اَن تَفشَلا)
الآية.[٣]
وأصبح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متهيّئاً للقتال ، وجعل على راية
المهاجرين عليّاً عليهالسلام
، وعلى راية الأنصار سعد بن عبادة ، وقعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في راية الأنصار ، ثمّ مرّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
على الرماة ـ وكانوا خمسين رجلاً وعليهم عبدالله بن جبير ـ فوعظهم وذكّرهم وقال : «اتّقوا
الله واصبروا ، وإن رأيتمونا يخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم حتّى اُرسل إليكم».