responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد والشرك في القرآن الكريم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 225

إذن هَلُمَّ معي نحاسب هذا المنع، هل يوافق السيرة العملية للمسلمين أو لا ؟

وقبل كل شيء نقول: إنّ الاِقسام بغير الخالق لا يُعد شركاً ولا الحالف، لما عرفت ما قرّرناه من معيار الشرك أو التوحيد، وإنّما الكلام في جوازه وعدمه فنقول:

لاشكَّ أنّ اللّه سبحانه مدح جماعة بقوله:

(الصّابِرينَ والصّادقِينَ والقانِتِينَ والمُنْفِقينَ والمُسْتَغْفِرينَ بالاَسْحار ) (آل عمران ـ 17).

فلو قال الرجل في عدواته ومناجاته: اللّهمّ إنّي أسألك بحق المستغفرين بالاَسحار إلاّ غفرت لي ذنوبي؛ فهل ارتكب شركاً، ولماذا يكون عمله هذا شركاً؟ وقد سبق أن عرفت ملاك الشرك في العبادة، وأنّه إنّما يتحقّق عنوان الشرك العبادي إذا كان الداعي يعتقد الاِلوهية والربوبية في مَدعُوه فهل ـ في الصورة التي ذكرناها ـ يعتقد المتكلم في من يقسم بهم على اللّه غير ما يصفه اللّه بهم، إذ يقول (المستغفرين بالاَسحار) ؟.

إنّ الشرك والتوحيد لم يناطا بنظرنا فليس متروكاً لنا أن نعدّ عملاً شركاً وآخر توحيداً، وهذا مشركاً، وذاك موحّداً، فقد عرّف القرآن الميزان الواقعي للشرك والتوحيد في موارد كثيرة، فالمشرك هو من يصفه اللّه بقوله:

(وَإذا ذُكِرَ اللّهُ وَحْدَهُ اشْمأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لايُوَْمنونَ بالآخِرَةِ واِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونهِ إذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر ـ 45).

والمشرك هو الذي يصفه القرآن الكريم أيضاً بقوله:

(إنَّـهُمْ كانُوا إذا قِيلَ لَهُمْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرونَ * وَيقولُونَ أئِنّا لَتارِكُوا )

اسم الکتاب : التوحيد والشرك في القرآن الكريم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست