responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه القرآن المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 1  صفحة : 60

( فصل )

ويدل عليه أيضا قوله تعالى ( وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به [١] ) ، فكل ما وقع عليه اسم الماء المطلق يجب أن يكون مطهرا بظاهر اللفظ الا ما خرج بالدليل.

وقوله ( ماءا ) يعني مطهرا وغيثا.

وقوله ( ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان [٢] ). قال ابن عباس : معناه يذهب عنكم وسوسة الشيطان [٣] ، فان الكفار غلبوكم على الماء حتى تصلوا أنتم مجنبون ، وذلك أن يوم بدر وسوس الشيطان إلى المسلمين وكان الكفار نزلوا على الماء ، فقال لعنه الله : تزعمون أيها المسلمون انكم على دين الله وأنتم على غير الماء وعدوكم على الماء. فأرسل الله عليهم المطر فشربوا واغتسلوا وأذهب به وسوسة الشيطان ، وكانوا على رمل تغوص فيه الاقدام ، فشده المطر حتى ثبتت عليه الأرجل وهو قوله ( ويثبت به الاقدام ) [٤]. والهاء في ( به ) راجعة إلى الماء [٥].

وقد أطبق المفسرون على أن ( رجز الشيطان ) في الآية المراد به اثر الاحتلام فان المسلمين كان أكثرهم احتلموا ليلتهم ، فأنزل الله المطر وطهرهم به.

والتطهير لا يطلق في الشرع الا بإزالة النجاسة أو غسل الأعضاء الأربعة ، وقد أطلق الله عليه اسم التطهير. وقال الجبائي : انما ذكر ( الرجز ) وكنى به عن الاحتلام لأنه بوسوسة الشيطان.


[١] سورة الأنفال : ١١.

[٢] سورة الأنفال : ١١.

[٣] تنوير المقباس ص ١١٤.

[٤]الدر المنثور ٣ / ١٧١.

[٥]التبيان ٥ / ٨٦.

اسم الکتاب : فقه القرآن المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست