responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصال المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 166

عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً يُصَلِّيهَا غَيْرُ مُتَزَوِّجٍ.

و إنما حبب الله إليه النساء لأجل الصلاة و هكذا

قال‌ رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا مُتَعَطِّرٌ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً يُصَلِّيهَا غَيْرُ مُتَعَطِّرٍ.

و إنما حبب الله إليه الطيب أيضا لأجل الصلاة ثم‌

قال ع‌ وَ جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ.

لأن الرجل لو تطيب و تزوج ثم لم يصل لم يكن له في التزويج و الطيب فضل و لا ثواب‌[1]


[1]. ينبغي التأمّل في ألفاظ الخبر قبل توضيحه. الأول قوله( ص):« حبّب» بصيغة المجهول دون« أحببت» و الثاني« من دنياكم» و الثالث« قرّة عينى في الصلاة».

و أمّا قوله« حبّب» اشارة الى أنّ جبلّته( ص) مجبولة على حبّ أمور الآخرة دون الدنيا. و لكن اللّه تعالى حببه لهذين الشيئين: حب النساء و الطيب من أمور الدنيا لكثرة ما يترتّب عليهما من المنافع و الخيرات. اما النساء فيترتّب على حبهن مضافا على كثرة التناسل امور أخر و قد أباح اللّه تعالى له( ص) تزويج تسعة من النساء دون أمّته لتلك الأمور و هى أن اللّه تعالى أراد نقل بواطن الشريعة و ظواهرها و ما يستحيا من ذكره و ما لا يستحيا منه و كان( ص) أشدّ الناس حياء، فجعل اللّه له نسوة ينقلن من الشرع ما يرينه من أفعاله و يسمعنه من أقواله و يذكرنه من سنته في معاشرته معهن التي قد يستحيى من الافصاح بها بحضرة الرجال و ذلك ليتكمّل نقل الشريعة. فقد نقلن كثيرا من آدابه في تهجده و سواكه و نومه و يقظته و سائر أموره ما لم يكن ينقله غيرهن و ما رأينه في منامه و خلواته من الآيات الباهرات و الحجج البالغات على نبوّته، و من جدّه و اجتهاده في العبادة و خشيته من اللّه و غيرها مما يشهد كل ذى لب أنّها لا تكون الا لنبى و ما كان يشاهدها غيرهن، فحصل بذلك خير عظيم. و هذا هو المشاهد لمن سبر كتب الحديث.

و أمّا الطّيب و ان كان تنعم في الدنيا الا أنّه يقوى القلب و الجوارح، مضافا الى أنه حظّ الملائكة ففى الخبر« لا تدع الطيب فان الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن».

و أمّا قوله( ص)« من دنياكم» كما في الخبر الثاني ففيه ما لا يخفى من إضافة الدنيا الى غيره. و أمّا قوله( ص)« قرّة عينى في الصلاة» اشارة الى أنّه و ان كان حبّب إليه من الدنيا« النساء و الطيب» لكن قرة عينه في الصلاة لا غير، يعنى محبوبه الحقيقي و ما يقرّ عينه و-- يتعلق سويداء قلبه به هو في الصلاة هذا إذا كانت« الصلاة» بفتح الصاد، و أمّا إذا كان بكسر الصاد كما قد قرء فهو من باب« وصل» واحدها صلة بكسر الصاد فهي العطية و الاحسان و الجائزة و ما يقال له بالفارسية( چشم‌روشنى) فلعل المراد اهداء الطيب كما يظهر من بعض الاخبار ففى معاني الأخبار في معنى لا يأبى الكرامة الا الحمار المراد الطيب و التوسعة في المجلس.

لكنه بعيد و مخالف لكتابة الصلاة لأنّها بالتاء المدور لا الممدود.

اسم الکتاب : الخصال المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست