اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد الجزء : 7 صفحة : 99
و لا يستهوينكم أي لا يستهيمنكم يجعلكم هائمين (1) - .
و لا تتراموا بالأبصار أي لا يلحظ بعضكم بعضا فعل المنكر المكذب (2) - .
ثم أقسم بالذي فلق الحبة و برأ النسمةفلق الحبة من البر أي شقها و أخرج منها الورق الأخضر قال تعالى إِنَّ اَللََّهَ فََالِقُ اَلْحَبِّ وَ اَلنَّوىََ[1] .
و برأ النسمة أي خلق الإنسان و هذا القسم لا يزال 1أمير المؤمنين يقسم به و هو من مبتكراته و مبتدعاته (3) - .
و المبلغ و السامع هو نفسه ع يقول 1- ما كذبت على 14الرسول تعمدا و لا جهلت ما قاله فأنقل عنه غلطا (4) - . و الضليل الكثير الضلال كالشريب و الفسيق و نحوهما .
و هذا كناية عن عبد الملك بن مروان لأن هذه الصفات و الأمارات فيه أتم منها في غيره لأنه قام بالشام حين دعا إلى نفسه و هو معنى نعيقه و فحصت راياته بالكوفة تارة حين شخص بنفسه إلى العراق و قتل مصعبا و تارة لما استخلف الأمراء على الكوفة كبشر بن مروان أخيه و غيره حتى انتهى الأمر إلى الحجاج و هو زمان اشتداد شكيمة عبد الملك و ثقل وطأته و حينئذ صعب الأمر جدا و تفاقمت الفتن مع الخوارج و عبد الرحمن بن الأشعث فلما كمل أمر عبد الملك و هو معنى أينع زرعه هلك و عقدت رايات الفتن المعضلة من بعده كحروب أولاده مع بني المهلب و كحروبهم مع زيد بن علي ع و كالفتن الكائنة بالكوفة أيام يوسف بن عمر و خالد القسري و عمر بن هبيرة و غيرهم و ما جرى فيها من الظلم و استئصال الأموال و ذهاب النفوس .