اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد الجزء : 7 صفحة : 16
حمار قال لعمرو البليد هذا حمار و القياس على المجاز الذي اختلف الأصوليون في جوازه خارج عن هذا الموضع .
و مثال المسألةالأصوليةالمختلف فيها وَ اِخْفِضْ لَهُمََا جَنََاحَ اَلذُّلِّ[1] هل يجوز أن يقال طأطئ لهما عنق الذل .
و أما قوله لو سلمنا أنه حقيقة في تارك الندب لم يجز إطلاقه في حق الأنبياء لأنه يوهم العصيان بل يجب أن يقيد .
فيقال له لكن البارئ سبحانه أطلقه و لم يقيده في قوله وَ عَصىََ آدَمُ فيلزمك أن يكون تعالى موهما و فاعلا للقبيح لأن إيهام القبيح قبيح .
فإن قال الدلالة العقلية على استحالة المعاصي على الأنبياء تؤمن من الإيهام .
قيل له و تلك الدلالة بعينها تؤمن من الإيهام في قول القائل الأنبياء عصاة فهلا أجزت إطلاق ذلك .
و ثانيها أنه تعالى قال فَغَوىََ و الغي الضلال .
قال المرتضى رحمه الله تعالى معنى غوى هاهنا خاب لأنه نعلم أنه [2] لو فعل ما ندب إليه من ترك التناول من الشجرة لاستحق الثواب العظيم فإذا خالف الأمر و لم يصر إلى ما ندب إليه فقد خاب لا محالة من حيث لم يصر [3] إلى الثواب الذي كان يستحقه بالامتناع و لا شبهه في أن لفظ غوى يحتمل الخيبة قال الشاعر
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره # و من يغو لا يعدم على الغي لائما [4] .