responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ينابيع المودة لذو القربى المؤلف : القندوزي، سليمان بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 8

رءوس أهل العراق بالقناة و يقول: سوّوا صفوفكم-يرحمكم اللّه-، حتى إذا عدّل الصفوف و الرايات استقبلهم بوجهه و ولّى أهل الشام ظهره، ثم حمد اللّه و أثنى عليه‌]و قال:

الحمد للّه الذي جعل فينا ابن عم نبيه، أقدمهم إيمانا، و أوّلهم إسلاما، هو سيف من سيوف اللّه صبّه على أعدائه، فانظروا إليّ‌[إذا حمي الوطيس، و ثار القتام، و تكسر المران، و جالت الخيل بالأبطال، فلا أسمع إلاّ غمغمة أو همهمة]، و اتبعوني و كونوا في أثري. ثم حمل على أهل الشام فحاربهم محاربة شديدة.

قال: خرج رجل من أهل الشام و نادى‌[بين الصفين‌]: يا أبا الحسن، يا علي، ابرز إليّ.

فخرج إليه علي عليه السّلام‌[حتى اختلفت أعناق دابتيهما بين الصفين‌].

فقال: إنّ لك يا علي تقدما في الاسلام و الهجرة، فهل لك‌[في أمر أعرضه عليك يكون فيه حقن هذه الدماء، و تأخّر هذه الحروب، حتى ترى رأيك؟

قال: و ما هو؟

قال: ]أن ترجع الى عراقك‌ [1] ، [فنخلّي بينك و بين العراق‌]، و نحن نرجع الى شامنا، [فتخلّي بيننا و بين الشام‌]، فتسكت المقاتلة بيننا؟

فقال علي عليه السّلام: [قد عرفت ما عرضت، إنّ هذه لنصيحة و شفقة، و لقد أهمّني هذا الأمر و أسهرني، و ضربت أنفه و عينه، ]فلم أجد إلاّ القتال، لأن في تركه الكفر بما أنزل اللّه على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إنّ اللّه لا يرضى من أوليائه أن يعصيه قوم في الأرض و هم سكوت‌[مذعنون‌]، لا يأمرون بمعروف و لا ينهون عن


[1] شرح النهج 2/207.

اسم الکتاب : ينابيع المودة لذو القربى المؤلف : القندوزي، سليمان بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست