و في المناقب: عن حبيب بن عمرو قال: دخلت على أمير المؤمنين علي عليه السّلام في عيادته بعد جرحه[فقلت: يا أمير المؤمنين ما جرحك هذا بشيء، و ما بك من بأس].
فقال[لي]: يا حبيب أنا و اللّه مفارقكم الساعة.
فبكيت، و بكت ابنته أم كلثوم[-و كانت قاعدة عنده-فقال لها: ما يبكيك يا بنية؟
فقالت: ذكرت يا أبه إنّك تفارقنا الساعة فبكيت].
فقال لها: يا بنية لا تبكين فو اللّه لو ترينّ ما يرى أبوك ما بكيت.
[قال حبيب: فقلت له: و ما الذي ترى يا أمير المؤمنين؟
قال: ]أرى الملائكة، و هم ملائكة الرحمة، و أرى النبيين و المرسلين وقوفا عندي، و هذا أخي محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هذه فاطمة و خديجة، و هؤلاء حمزة و جعفر و عبيدة عندي، و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لي: [أقدم]إنّ أمامك خير لك ممّا أنت فيه.
ثم قال: اللّه اللّه اللّه، فتوفي (صلوات اللّه عليه و عليهم) .
فلمّا كان من الغد خطب الحسن ابنه عليهما السّلام فقال:
أيّها الناس في هذه الليلة نزل القرآن، و هي ليلة القدر، [و في هذه الليلة رفع عيسى بن مريم عليه السّلام]، و[في هذه الليلة]قتل يوشع بن نون، و[في هذه الليلة]قتل أبي أمير المؤمنين عليه السّلام، و اللّه كان أفضل الأوصياء الذين كانوا قبله و بعده، [و إن كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليبعثه في السرية فيقاتل جبرائيل عن يمينه
[1] [3] أمالي الصدوق: 262. روضة الواعظين: 137. الزيادات بين المعقوفين من الأمالي.