أوصيكما و جميع ولدي و أهلي و من بلغه كتابي بتقوى اللّه تعالى، و نظم أمركم و صلاح ذات بينكم، فانّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: «صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام» .
اللّه اللّه في الأيتام فلا تغبوا [1] أفواههم و لا تضيّعوا من بحضرتكم.
و اللّه اللّه في جيرانكم فانّه وصيّة نبيكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ما زال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوصي بهم حتى ظننا أنّه سيورثهم.
و اللّه اللّه في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم.
و اللّه اللّه في الصلاة فانّها عمود دينكم.
و اللّه اللّه في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فانّه إن ترك لم تناظروا.
و اللّه اللّه في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم في سبيل اللّه.
و عليكم بالتواصل و التباذل، و إياكم و التدابر و التقاطع، و لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولّى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم.
ثم قال: يا بني عبد المطلب لا ألفينّكم [2] تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير المؤمنين. ألا لا يقتلنّ بي إلاّ قاتلي. انظروا إذا[أنا]متّ من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، و لا يمثّل [3] بالرجل فانّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: «إياكم و المثلة و لو بالكلب العقور» .
[1] أغبّ القوم: جاءهم يوما و ترك يوما. و المراد صلوا أفواههم بالاطعام و لا تقطعوه عنها.