و أين نظراؤهم[الذين تعاقدوا على المنية، و أبرد [2] برءوسهم الى الفجرة؟
قال: ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة، فأطال البكاء، ثم قال عليه السّلام:
أوّه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، و تدبّروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة و أماتوا البدعة. دعوا للجهاد فأجابوا، و وثقوا بالقائد فاتبعوه].
ثم قال بأعلى صوته:
الجهاد الجهاد عباد اللّه!ألا و إنّي معسكر في يومي هذا؛ فمن أراد الرواح الى اللّه فليخرج.
قال نوف: [و]عقد للحسين ابنه [3] عليهم السّلام[في]عشرة آلاف، و لقيس بن سعد رحمه اللّه في عشرة آلاف، و لأبي أيوب الأنصاري في عشرة آلاف، و لغيرهم على أعداد أخر، و هو يريد الرجعة الى صفين، فما دارت الجمعة حتى ضربه ابن ملجم الملعون، فتراجعت العساكر، فكنّا كأغنام فقدت راعيها، تختطفها الذئاب من كلّ مكان.
6 [2]
و من وصية له عليه السّلام للحسن و الحسين عليهم السّلام لمّا ضربه ابن ملجم الملعون:
أوصيكما بتقوى اللّه، و أن لا تبغيا الدنيا و إن بغتكما [4] ، و لا تأسفا على شيء منها زوي [5] عنكما، و قولا بالحقّ، و اعملا للأجر، و كونا للظالم خصما