و من مكتوبه عليه السّلام الى عثمان بن حنيف الأنصاري، و هو عامله على البصرة، و قد بلغه انّه دعي الى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها:
أما بعد، يا ابن حنيف فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك الى مأدبة [1] ، فأسرعت إليها، تستطاب [2] لك الألوان، و تنقل إليك الجفان [3] ، و ما ظننت أنّك تجيب الى طعام قوم، عائلهم مجفو [4] ، و غنيهم مدعو، فانظر الى ما تقضمه من هذا المقضم [5] ، فما اشتبه عليك علمه فالفظه [6] ، و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه.
ألا و إنّ لكلّ مأموم إمام يقتدي به و يستضيء بنور علمه، ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه [7] بطمريه [8] ، و من طعمه بقرصيه [9] ، ألا و إنّكم لا تقدرون على ذلك، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد، و عفة و سداد، فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرا [10] ، و لا ادخرت من غنائمها وفرا [11] ، و لا أعددت لبالي ثوبي