لاََ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فَسََاداً وَ اَلْعََاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . بلى و اللّه لقد سمعوها و وعوها و لكنّهم حليت الدنيا في أعينهم و راقهم زبرجها [1] .
أما و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة، لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجة بوجود الناصر، و ما أخذ اللّه على العلماء ألاّ يقارّوا [2] على كظّة [3] ظالم و لا سغب [4] مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، و لسقيت آخرها بكأس أولها، و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة [5] عنز.
10 [4]
و من خبر ضرار بن ضمرة الضبائي: فأشهد باللّه [6] لقد رأيت عليا [7] في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله، و هو قائم في محرابه قابض على لحيته، يتململ تململ السليم، و يبكي بكاء الحزين، و يقول:
يا دنيا يا دنيا، إليك عنّي، أبي تعرضت؟ [8] أم إليّ تشوقت؟لا حان حينك، هيهات!غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيها، فعيشك قصير، و خطرك يسير، و أملك حقير. آه من قلّة الزاد، و طول الطريق، و بعد السفر، و عظيم المورد، و خشونة المضجع [9] .