اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 94
ينقص مواليهم من أرزاقهم [1]، و غيرها من المواقف التي جاءت لنفع الناس.
و قد جاء في تاريخ الطبريّ و غيره أنّه قال- للذين هدم بيوتهم و لم يقبلوا ثمنها عند توسعته للمسجد الحرام-: أ تدرون؟! ما جرّأكم عليّ إلّا حلمي، قد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا به [2].
فالناس المعترضون على سياسة عثمان، مضافا إلى ارتيابهم و عدم قناعتهم بأفعال الخليفة كانوا يتّهمونه بتغيير سنّة رسول اللّٰه.
فقد جاء عن عثمان أنّ الناس قالوا له عند ما أراد توسعة المسجد النبويّ الشريف (يوسّع مسجد رسول اللّٰه و يغيّر سنّته) [3].
أنّ الخليفة- و كما قلنا- كان يعيش حالة نفسيّة متأزّمة، فإنّه من جهة كان يسمع اعتراضات الناس عليه في حين قد شاهدهم بالأمس قد سكتوا عن اجتهادات عمر، بل أنّهم قد ارتضوها و جعلوها منهج الحياة رغم كون بعضها أشدّ ممّا شرّعه و أجرأ.
فحقّ للخليفة أن يتساءل و يقول مع نفسه: ما الذي كان لعمر و ليس لي؟ و لما ذا يطيعونه و يخالفوني؟ هذا من جهة.
و من جهة أخرى كان لا يمكنه تخطّي سيرة الشيخين، لأنّه كان قد عاهد ابن عوف و المسلمين في الشورى على أن يسير بنهج الشيخين، أمّا اليوم فإنّه غير مستعدّ نفسيّا لتطبيق ذلك، حيث أنّ الاعتراض أخذ يرد عليه الواحد تلو الآخر، فسعى الخليفة- و في السنوات الستّ الأخيرة من عهده- الى تغيير سياسته و اتّباع نهج معيّن، و أخذ يطرح آراء فيها ما يخالف سيرة الشيخين و سنّة رسول اللّٰه مواصلا سياسة العنف السابقة، معتقدا بأنّ طرحه لهذه الإحداثات سيلهي الناس