اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 93
فإن كان الشيخان قد حظيا و شرّفا برابط من نور مع رسول اللّٰه و ذلك بإعطاء كلّ منهما بنتا لرسول اللّٰه، فعثمان قد ارتبط برسول اللّٰه من جهتين و تزوّج بنتين، و هو ذو النورين؟! بعد هذا كيف يتحتّم عليه أن يكون تابعا لنهج الشيخين و لا تكون له تلك الشخصيّة الاستقلاليّة؟! و قد أكّد عثمان على هذا الأمر و أشار إلى أنّه أعزّ نفرا بل هو أقرب ناصرا و أكثر عددا من عمر، لقربه من بني أميّة! فقال مخاطبا المعترضين: ألا فقد و اللّٰه عبتم عليّ بما أقررتم لابن الخطّاب بمثله، و لكنّه وطئكم برجله، و ضربكم بيده، و قمعكم بلسانه، فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم، و لنت لكم، و أوطأت لكم كتفي و كففت يدي و لساني عنكم، فاجترأتم عليّ، أما و اللّٰه لأنا أعزّ نفرا و أقرب ناصرا و أكثر عددا و أقمن إن قلت هلمّ أتى إليّ، و لقد أعددت لكم أقرانكم، و أفضلت عليكم فضولا و كشّرت لكم عن نابي و أخرجتم منّي خلقا لم أكن أحسنه، و منطقا لم أنطق به [1].
نعم، كانت هذه التساؤلات تراود الخليفة، إذ يرى الناس قد أطاعوا عمر في كلّ شيء و تعبّدوا بسيرة الشيخين و ارتضوا بنهجهم، فلم لا يقبلون بأفعاله و توليته لولاته و لما ذا يعتبرونها بدعا و إحداثات، مع أنّه قد وسّع المسجد الحرام [2] و المسجد النبويّ [3] و اتّخذ للأضياف منازل [4] و زاد في أعطيه الناس [5] و ردّ على كلّ مملوك بالكوفة من فضول الأموال ثلاثة كلّ شهر، يتّسعون بها من غير أن