responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 92

و كيف يهابون ذلك الجمع القليل مع ما لهم من صفحات و مواقف مشرّفة في الجهاد عبر تاريخهم الإسلامي؟!! أن وراء ترك نصرة الخليفة شيئا خطيرا، و هو تركه العمل بكتاب اللّٰه و سنّة نبيّه و سيرة الشيخين!

عثمان و مبرّرات تغيير سياسته في الستّ الأواخر

من يتابع سيرة الخليفة عثمان بن عفّان بتجرّد يمكنه أن يصل إلى ما توصلنا إليه، و هو: أنّ الخليفة و خصوصا في الستّ الأواخر من خلافته أخذ يرى أنّ الناس ينتقصونه و لا يعطونه تلك المنزلة و الهالة التي منحوها للشيخين، بل ينظرون إليه بمنظار المتّبع لنهج الشيخين و المطبّق لما سنّ في عهدهما و ليس له العمل إلّا بما عمل في عهدهما، و قد طلب الخليفة بالفعل- في بدء خلافته- من المحدّثين أن لا يحدّثوا إلّا بما عمل به الشيخان، لأنّ ذلك كان في ضمن ما عاهد عليه ابن عوف في الشورى.

بيد أنّ الخليفة و بعد مرور الأعوام الستّة من خلافته بدأ يتساءل مع نفسه:

كيف يحقّ لعمر أن يشرّع أو ينهى لمصلحة كان يقدّرها- كما في صلاة التراويح و متعة النساء- و لا يحقّ لي ذلك؟! و كيف يقبل الناس اجتهادات عمر و سيرته و لا يرتضون أفعالي؟! و ما الذي كان لهما و اختصّا به دوني؟! و لما ذا يجب أن أكون تابعا لسياسة و اجتهاد الشيخين و لا يحقّ لي رسم بعض الأصول؟! هل كانوا في سابقتهم في الإسلام و درايتهم بالأمور و مكانتهم من رسول اللّٰه أخصّ منّي و أقرب؟! أم انّ ما بذلوه من مال و وقفوه من مواقف لنصرة الدين كانت أكثر ممّا فعلت؟!

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست