responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 91

غير دفن [1] في بلد كانوا يقدّسون فيه منصبه و مكانته و يعتبرونه خليفة المسلمين، فما يعني إهمالهم له مع وجود كبار الصحابة في المدينة، و وجود قريش و غيرها من القبائل العربيّة، و بني أميّة و سائر مواليهم؟! و قد نقلنا سابقا ما جاء في تاريخ الطبريّ (حوادث 34) ( (لمّا كانت سنة أربع و ثلاثين كتب أصحاب رسول اللّٰه بعضهم إلى بعض، أن أقدموا، فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد.

و كثر الناس على عثمان و نالوا منه أقبح ما نيل من أحد، و أصحاب رسول اللّٰه (ص) يرون و يسمعون، ليس فيهم أحد ينهى و لا يذبّ إلّا نفير، منهم: زيد بن ثابت، (الذي جمع عثمان الصحابة على قراءته)، أبو أسيد الساعديّ، كعب بن مالك، و حسّان بن ثابت، فاجتمع الناس و كلّموا عليّ بن أبي طالب، فدخل على عثمان فقال: الناس ورائي و قد كلّموني فيك، و اللّٰه ما أدري ما أقول لك، و ما أعرف شيئا تجهله و لا أدلّك على أمر لا تعرفه، انّك لتعلم ما نعلم ..)) الى آخر كلامه الذي مرّ عليك قبل عدّة صفحات.

إذن، المعترضون على عثمان كانوا الناس، و أنّهم كانوا يطلبون الجهاد ضدّه، فأخذ يكتب البعض منهم إلى الآخر بذلك، و ليسوا بنفر قلائل جاءوا من مصر و البصرة و الكوفة- كما يدّعيه البعض-، و على فرض كونهم كذلك. فهل من المعقول أن يسكت جميع الصحابة عن مواجهتهم و هم يرون خليفة المسلمين في خطر، و ليس منهم أحد ينهى و يذبّ عنه؟

و ألم يكن ذلك ازدراء بالصحابة، الذين أبلوا بلاء حسنا مع الرسول في حروبه؟


[1] أنساب الأشراف 5: 83، المنتظم 5: 58، شرح النهج، لابن أبي الحديد 2: 158 و 3: 64 و كذا في الطبريّ و الكامل و الفتوح، و قد رواه عن الواقديّ، و فيه: و روي إنّ أهل المدينة منعوا الصلاة عليه حتى حمل بين المغرب و العتمة، و لم يشهد جنازته غير مروان و ثلاثة من مواليه، و لمّا أحسّوا بذلك رموه بالحجارة و ذكروه بأسوإ الذكر.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست