اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 353
و غطفان و غفار و الأزد و خزاعة و خثعم و مخزوم و بني ضبّة و بني الحارث و بني عبد المطّلب أخذت ترسل فلذات أكبادها إلى الإمام للتعلّم [1] بل نرى كبار العلماء و المحدّثين يقصدونه للاستزادة من علمه كيحيى بن سعيد الأنصاريّ، و ابن جريح، و مالك بن أنس، و أبي حنيفة، و الثوريّ، و ابن عيينة، و شعبة، و أيّوب السجستانيّ و فضيل بن عياض اليربوعيّ و غيرهم [2].
و ليس هناك أحد يمكنه التعريض بعلم الإمام الصادق و المساس بمكانته، فالجميع يعترفون بأنّ مدرسته أنجبت خيرة العلماء و صفوة المجتهدين و جهابذة العلم و الدين، و انّ الحضارة الإسلاميّة و الفكر العربيّ بالخصوص لمدين لهذا العلم الفطحل.
أمّا المنصور فكان يسعى- كما ذكرنا- لتضعيف مكانة الصادق علميّا و اجتماعيّا. لكنّ جهوده ذهبت سدى، لكنّه بعد ذلك عرّج على شيعة عليّ و الصادق للنيل منهم، فقد نقل عنه انّه أتى الكوفة، قبل تأسيس بغداد، مع خمسمائة من جنده و هو يزعم أنّ أهلها من شيعة محمّد بن عبد اللّٰه (النفس الزكيّة) فأمرهم بصبغ ملابسهم باللون الأسود، حتّى قيل بأنّ دور الصباغة صارت لا تتمكّن من القيام بمهامها، و انّ البقّالين كانوا يصبغون ثيابهم بالأنقاش (المداد) و يلبسون السواد [3].
و كذا نقل عنه انّه استغلّ- في أوائل خلافته- النزاع الفكريّ الذي حدث بين أهل العراق و أهل المدينة، فأخذ يقوّي جانب العراقيين و يشدّ أزر الإمام أبي حنيفة و أصحابه و يستغلّ الموالي ليحطّ بذلك أنفة العرب، و خصوصا المدنيين منهم الذين كانوا يصرّحون بعدم شرعيّة خلافة بني العبّاس.