responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 202

و ثانيها: روى أبو قلابة عن أنس أنّ رسول اللّٰه و أبا بكر و عمر كانوا يجهرون ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم.

و ثالثها: انّه سئل عن الجهر ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم و الإسرار به، فقال:

لا أدري المسألة.

فثبت أنّ الرواية عن أنس في هذه المسألة قد عظم فيها الخبط و الاضطراب، فبقيت متعارضة، فوجب الرجوع إلى سائر الدلائل، و أيضا ففيها تهمة أخرى و هي أنّ عليّا (عليه السلام) كان يبالغ في الجهر بالتسمية، فلمّا وصلت الدولة إلى بني أميّة بالغوا في المنع من الجهر، سعيا في إبطال آثار عليّ (عليه السلام)، فلعلّ أنسا خاف منهم، فلهذا السبب اضطربت أقواله فيه، و نحن و إن شكّكنا في شي‌ء فانّا لا نشكّ انّه مهما وقع التعارض بين قول أنس و ابن المغفل و بين قول عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذي بقي عليه طول عمرة، فإنّ الأخذ بقول عليّ أولى، فهذا جواب قاطع في المسألة) [1].

و بهذا اتّضح لك ما قلناه أنّ الأمويين كانوا ينسبون إلى مخالفيهم ما يرتئون من أفكار، و قد وقفت سابقا على ما نسب إلى عليّ و أنّه علّم ابن عبّاس (حبر الأمّة) وضوء عثمان! أو تقرير طلحة و الزبير و سعد و عليّ لوضوء عثمان! و أنّه وضوء رسول اللّٰه، مع كونهم من مخالفيه المطّردين! أو ما نسب إلى الحسين بن عليّ من الوضوء الثلاثيّ الغسليّ و الدعاء في غسل الرجلين [2]! و هكذا الأمر بالنسبة إلى سائر أبواب الفقه، فنراهم ينسبون أشياء لا ترتبط بفقه هؤلاء، فمثلا ينسبون روايات السكوت عن ظلم الحاكم، أو بول رسول اللّٰه قائما إلى حذيفة بن اليمان و غيره، فما يعنى ذلك؟! أ لأجل معرفة حذيفة أسماء المنافقين، و أنّ صدور هذه الروايات عنه هي بمثابة المبالغة في السكوت عن ظلم الحكّام؟! و على فرض صحّة صدور مثل هذه الأخبار عنه. فهي مختصّة به، و هي‌


[1] تفسير الفخر الرازيّ 1: 206.

[2] انظر سنن النسائيّ 1: 69 باب صفة الوضوء، و المعجم الصغير للطبرانيّ.

اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست