responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 334

بالفضل كيف يستنكره قلبك و يستثقله طبعك و كيف تذمهم عليه إذا فارقتهم فاعلم أنهم أيضا في حال تزكيتك نفسك يذمونك بقلوبهم ناجزا و يظهرونه بألسنتهم إذا فارقتهم.

و ثاني عشرها

[12-] النفاق‌

و المتناظرون يضطرون إليه فإنهم يلقون الخصوم و الأقران و أتباعهم بوجه مسالم و قلب منازع و ربما يظهرون الحب و الشوق إلى لقائهم و فرائصهم مرتعدة في الحال من بغضهم و يعلم كل واحد من صاحبه أنه كاذب فيما يبديه مضمر خلاف ما يظهره.

وَ قَدْ قَالَ ص‌ إِذَا تَعَلَّمَ النَّاسُ الْعِلْمَ وَ تَرَكُوا الْعَمَلَ وَ تَحَابُّوا بِالْأَلْسُنِ وَ تَبَاغَضُوا بِالْقُلُوبِ وَ تَقَاطَعُوا فِي الْأَرْحَامِ‌ لَعَنَهُمُ اللَّهُ‌ عِنْدَ ذَلِكَ‌ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى‌ أَبْصارَهُمْ‌[1].

نسأل الله العافية. فهذه اثنتا عشرة خصلة مهلكة أولها الكبر المحرم للجنة و آخرها النفاق الموجب للنار و المتناظرون يتفاوتون فيها على حسب درجاتهم و لا ينفك أعظمهم دينا و أكثرهم عقلا من جملة مواد هذه الأخلاق و إنما غايتهم إخفاؤها و مجاهدة النفس عن ظهورها للناس و عدم اشتغالهم بدوائها و الأمر الجامع لها طلب العلم لغير الله. و بالجملة فالعلم لا يهمل العالم أبدا بل إما أن يهلكه و يشقيه أو يسعده و يقربه من الله تعالى و يدنيه فإن قلت في المناظرة فائدتان إحداهما ترغيب الناس في العلم إذ لو لا حب الرئاسة لاندرست العلوم و في سد بابها ما يفتر هذه الرغبة و الثانية أن فيها تشحيذ الخاطر و تقوية النفس لدرك مآخذ العلم. قلنا صدقت و لم نذكر ما ذكرناه لسد باب المناظرة بل ذكرنا لها ثمانية


[1]-« إحياء علوم الدين» ج 1/ 42.

اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست