responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 313

الرابعة

[4-] أن يناظر في واقعة مهمة

أو في مسألة قريبة من الوقوع و أن يهتم بمثل ذلك و المهم أن يبين الحق و لا يطول الكلام زيادة على ما يحتاج إليه في تحقيق الحق. و لا يغتر بأن المناظرة في تلك المسائل النادرة توجب رياضة الفكر و ملكة الاستدلال و التحقيق كما يتفق ذلك كثيرا لقاصدي حظ النفوس من إظهار المعرفة فيتناظرون في التعريفات و ما تشتمل عليه من النقوض و التزييفات و في المغالطات و نحوها و لو اختبر حالهم حق الاختبار لوجد مقصدهم على غير ذلك الاعتبار.

الخامسة[1]

[5-] أن تكون المناظرة في الخلوة أحب إليه‌

منها في المحفل و الصدور فإن الخلوة أجمع للهم و أحرى لصفاء الفكر و درك الحق و في حضور الخلق ما يحرك دواعي الرياء و الحرص على الإفحام و لو بالباطل و قد يتفق لأصحاب المقاصد الفاسدة الكسل عن الجواب عن المسألة في الخلوة و تنافسهم في المسألة في المحافل و احتيالهم على الاستئثار بها في المجامع.

السادسة

[6-] أن يكون في طلب الحق كمنشد ضالة

يكون شاكرا متى وجدها و لا يفرق بين أن يظهر على يده أو يد غيره فيرى رفيقه معينا لا خصما و يشكره إذا عرفه الخطأ و أظهر له الحق كما لو أخذ طريقا في طلب ضالة فنبهه غيره على ضالته في طريق آخر و الحق ضالة المؤمن يطلبه كذلك فحقه إذا ظهر الحق على لسان خصمه أن يفرح به و يشكره لا أن يخجل و يسود وجهه و يربد[2] لونه و يجتهد في مجاهدته و مدافعته جهده.


[1]- لاحظ« إحياء علوم الدين» ج 1/ 39.

[2]- في« لسان العرب» ج 3/ 170، مادة« ربد»:« اربدّ وجهه و تربّد؛ احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب ... و يتربّد لونه من الغضب، أي يتلوّن ... و يقال: اربدّ لونه كما يقال احمرّ و احمارّ، و إذا غضب الإنسان تربّد وجهه كأنّه يسودّ منه مواضع». هذا، و في بعض النسخ:« يزبد» و في بعضها:« يزيل» بدل« يربد»، و كلاهما خطأ.

و اعلم أنّ في« إحياء علوم الدين» ج 1/ 39:« في مجاحدته» بدل« في مجاهدته»، و لعلّه أولى.

اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست