قبل أن يتضح له المقصود
اتضاحا [إيضاحا] جليا لئلا يكذب و يفوته الفهم و لا يستحيي من قوله لم أفهم لأن
استثباته يحصل له مصالح عاجلة و آجلة فمن العاجلة حفظ المسألة و سلامته من الكذب و
النفاق بإظهار فهم ما لم يكن فهمه و اعتقاد الشيخ اعتناؤه و رغبته و كمال عقله و
ورعه و ملكته لنفسه و من الآجلة ثبوت الصواب في قلبه دائما و اعتياده هذه الطريقة
المرضية و الأخلاق الرضية. قال الخليل بن أحمد العروضي رحمه الله منزلة الجهل بين
الحياء و الأنفة[4].
بحيث إذا أمره بشيء أو
سأله عن شيء أو أشار إليه لم يُحْوِجْهُ إلى إعادته ثانيا بل يبادر إليه مسرعا و
لم يعاوده فيه.
[1]- في« جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 109:« من
رقّ وجهه عن السؤال رقّ علمه عند الرجال، و من ظنّ أنّ للعلم غاية فقد بخسه حقّه».
[2]-« الكافي» ج 1/ 40، كتاب فضل العلم، باب سؤال
العالم و تذاكره، الحديث 3.
[3]- لاحظ« تذكرة السامع»/ 156- 158؛« شرح
المهذّب» ج 1/ 62.
[4]-« عيون الأخبار» ج 2/ 123؛« جامع بيان العلم و
فضله» ج 1/ 109؛« مفتاح دار السعادة» ج 1/ 177؛« شرح المهذّب» ج 1/ 62؛« تذكرة
السامع»/ 157. و في« أدب الدنيا و الدين»/ 58:« قال الخليل بن أحمد: يرتع الجهل
بين الحياء و الكبر في العلم». و انظر ترجمة و مصادر ترجمة الخليل بن أحمد بن عمرو
بن تميم الفراهيدي الأزدي( 1- 170 ه.) في« الأعلام» ج 2/ 314؛ و« وفيات الأعيان» ج
2/ 244- 248؛ و« معجم المؤلّفين» ج 4/ 112- 113.