اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 243
و قال آخر كنت أصفح الورقة بين يدي شيخي صفحا رفيقا هيبة له
لئلا يسمع وقعها أو قال رفعها[1]. و قال آخر
و الله ما اجترأت أن أشرب الماء و شيخي ينظر إلي هيبة له[2]. و قال حمدان الأصفهاني كنت عند
شريك[3] فأتاه بعض
أولاد الخليفة المهدي[4] فاستند إلى
الحائط و سأله عن حديث فلم يلتفت إليه و أقبل علينا ثم عاد فعاد شريك لمثل ذلك
فقال أ تستخف بأولاد الخلفاء قال لا و لكن العلم أجل عند الله من أن أضيعه فجثا
على ركبتيه فقال شريك هكذا يطلب العلم[5].
الخامس
[5-] أن يتواضع له
زيادة على ما أمر به من التواضع
للعلماء و غيرهم و
يتواضع للعلم فبتواضعه له يناله و ليعلم أن ذله لشيخه عز و خضوعه له فخر و تواضعه
له رفعة و تعظيم حرمته مثوبة و التشمر في خدمته شرف
[1]- قاله الشافعي و أراد من شيخه مالك بن أنس،
كما في« تذكرة السامع»/ 88؛ و« شرح المهذّب» ج 1/ 61؛ و« فيض القدير» ج 3/ 253، و
فيه:« قال الشافعي: كنت أصفح الورقة بين يدي مالك برفق لئلا يسمع وقعها».
[2]- قاله الربيع و أراد من شيخه الشافعي، كما في«
تذكرة السامع»/ 88؛ و« التبيان في آداب حملة القرآن»/ 23- 24؛ و« شرح المهذّب» ج
1/ 61؛ و« فيض القدير» ج 3/ 253، و فيه:« قال الربيع: و اللّه ما اجترأت أن أشرب
الماء و الشافعي ينظر».
[3]- هو شريك بن عبد اللّه النخعيّ الكوفيّ
المتوفّى سنة 177 ه. انظر ترجمته و مصادر ترجمته في« الأعلام» ج 3/ 163؛ و« تذكرة
الحفاظ» ج 1/ 232؛ و« وفيات الأعيان» ج 2/ 464- 468.
[4]- هو محمّد بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن
علي العباسيّ، من خلفاء الدولة العباسية، مات سنة 169 ه انظر ترجمته و مصادر
ترجمته في« الأعلام» ج 6/ 221.
[5]-« شرح المهذّب» ج 1/ 61؛« أدب الإملاء و
الاستملاء»/ 133.
[6]-« الجامع الصغير» ج 1/ 131، حرف التاء، و
شرحه:« فيض القدير» ج 3/ 253، الحديث 3322؛« قوت القلوب» ج 1/ 140؛« كنز العمّال»
ج 10/ 141، الحديث 28717.
[7]- في إجازة الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي
للسيّد محمود بن علاء الدين الطالقاني:« قال سيّد العالمين: من علّم-- شخصا مسألة
ملك رقّه، فقيل له: أ يبيعه؟ قال: لا؛ و لكن يأمره و ينهاه»(« بحار الأنوار» ج
108/ 16). و في« جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 154:« ... سمعت شعبة يقول: كل من
سمعت منه حديثا فأنا له عبد».
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 243