responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 68

الاحتجاج على المتخلفين عن الإيمان بالله و اليوم الآخر بما عليهم فيه و لهم و ذلك يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه فيما عليه و له فإذا ظهر له ما عليه في فعل المعصية من استحقاق العقاب اجتنبها و ما له في تركها من استحقاق الثواب عمل في ذلك من الاختيار له و الانصراف عنه و في ذلك دلالة على بطلان قول المجبرة في أن الكافر لا يقدر على الإيمان لأن الآية نزلت على أنه لا عذر للكفار في ترك الإيمان و لو كانوا غير قادرين لكان فيه أوضح العذر لهم و لما جاز أن يقال‌ وَ ما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ‌ لأنهم لا يقدرون عليه كما لا يجوز أن يقال لأهل النار ما ذا عليهم لو خرجوا منها إلى الجنة من حيث لا يقدرون عليه و لا يجدون السبيل إليه و كذلك لا يجوز أن يقال للعاجز ما ذا عليه لو كان صحيحا و للفقير ما ذا عليه أن يكون غنيا. يقول علي بن موسى بن طاوس إن من العجب أن يكون الكفار يصدقون بما يسمعون من أخبار البلاد و لو كان المخبر بها من الآحاد و يصدقون من يخبرهم بخوف ضرر عليهم من أضعف الظنون و يتحرزون من ذلك و يتحفظون و يصدقون الكهنة و القافة و أصحاب الزجر و الفأل و يرجعون إلى قولهم من مهمات الأحوال و يكون محمد ص و الأنبياء ع في الدلالة على مخرجهم من العدم إلى الوجود و من يرون تصرفه جل جلاله فيهم باهرا ظاهرا بالحياة و الموت و الشباب و الهرم و الصحة و السقم و الغنى و الفقر و النوم و اليقظة و كلما يعجزون عن دفعه عنهم و يعلمون أنه ما هو منهم و لا يلتفتون إلى محمد ص و سائر الأنبياء و شواهد تصديقهم حاضرة فيهم من العقول و الأحلام و يحذرهم محمد ص مما لا طاقة لهم بأهواله و لا صبر على احتماله من العذاب الدائم في النيران و من أعظم الهوان فلا يأخذون بالحزم و الاستظهار و قد تحرزوا مما هو دونه من الأخطار و دون منه ع من أهل الأخبار و كيف صار عندهم دون كاهن ضعيف و قائف سخيف و زاجر بالأوهام و صاحب فأل و منام. أقول و كم قد دخلوا فيما يغلب ظنهم بغرره أو يعلمون بخطره لأجل‌

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست