responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 110

من الياقوت لم ينفح فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة و حسنا وبرها خز أحمر و مرعز أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها حسنا و بهاء ذلل من غير مهانة نجب من غير رياضة عليها رحال ألوانها من الدر و الياقوت مفضضة باللؤلؤ و المرجان صفائحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري و الأرجوان فأناخوا تلك البخاتي إليهم ثم قالوا لهم ربكم يقرئكم السلام فتزورونه فينظر إليكم و يجيبكم و يزيدكم من فضله و سعته فإنه‌ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ و فضل عظيم قال فيتحول كل رجل منهم على راحلته فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شي‌ء شيئا و لا يفوت أذن ناقة ناقتها و لا بركة ناقة بركتها و لا يمرون بشجرة من شجر الجنة إلا أتحفتهم بثمارها و رحلت لهم عن طريقهم كراهية أن تنثلم طريقتهم و أن تفرق بين الرجل و رفيقه فلما رفعوا إلى الجبار تبارك و تعالى قالوا ربنا أنت السلام و منك السلام و لك يحق الجلال و الإكرام قال فقال أنا السلام و معي السلام و لي يحق الجلال و الإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي و راعوا حقي و خافوني بالغيب و كانوا مني على كل حال مشفقين قالوا أما و عزتك و جلالك ما قدرناك حق قدرك و ما أدينا إليك كل حقك فأذن لنا بالسجود قال لهم ربهم عز و جل إني قد وضعت عنكم مئونة العبادة و أرحت لكم أبدانكم فطال ما أنصبتم لي الأبدان و عنتم لي الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي و رحمتي فاسألوني ما شئتم و تمنوا علي أعطكم أمانيكم و إني لم أجركم اليوم بأعمالكم و لكن برحمتي و كرامتي و عظيم شأني و بحبكم أهل بيت محمد و لا يزالوا يا مقداد محبو علي بن أبي طالب في العطايا و المواهب حتى إن المقصر من شيعته ليتمنى في أمنيته مثل جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة قال لهم ربهم تبارك و تعالى لقد قصرتم في أمانيكم و رضيتم بدون ما يحق لكم فانظروا إلى مواهب ربكم فإذا بقباب و قصور في أعلى عليين من الياقوت الأحمر و الأخضر و الأبيض و الأصفر يزهر نورها فلولا أنه مسخر إذا لالتمعت الأبصار منها فما كان من‌

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست