السابع: الموالاة: و هي متابعة الأفعال بحيث لا يجف (1) السابق من الأعضاء إلّا مع التعذر كشدة الحر (2)
قوله: بحيث لا يجف ..
عبارة المصنف و إن كانت ظاهرة في أن الموالاة مراعاة الجفاف، إلّا أنها قد توهم اعتبار المتابعة من حيث جعلها تفسيرا لها في قوله: و هي متابعة الأفعال، لكن قوله بحيث لا يجف .. مخلص عن هذا الوهم، إذ التقدير: الموالاة هي المتابعة بهذا المعنى لا مطلقا، و إسناده الجفاف إلى السابق من الأعضاء يحتمل ارادة العضو الذي انتهى في الغسل إليه، على أن تكون (من) للتبعيض، فيكون جفاف ذلك العضو هو المخل بالموالاة دون غيره. و هذا مذهب المرتضى [1] و ابن إدريس [2].
و يحتمل أن يكون المراد بالجفاف المبطل جفاف جميع ما تقدم، فتكون (من) للتبيين، فهذا هو ظاهر مذهب أكثر الأصحاب و منهم المصنف، و عليه دلت الأخبار.
و هذا الثاني أولى في عبارة الرسالة، لموافقته مذهب المصنف في غيرها.
و لا فرق في تفسير الموالاة بين كون الهواء مفرط الحرارة أو الرطوبة أو معتدلا، و قد كان يجب على المصنف التصريح بكون الترتيب و الموالاة على تفسيرنا شرطين للوضوء، للإجماع على بطلان الوضوء بالإخلال بأحدهما إذا جف البلل قبل التدارك في الترتيب، سواء في ذلك العمد و السهو.
و قول بعض الشارحين أن الموالاة ليست شرطا في الوضوء و انما هي واجبة فيه فلو تركها سهوا لم يبطل وضوءه، غلط ظاهر.