جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ دَفَعَ سَيِّدُنَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام) إِلَى مَوْلًى لَهُ حِمَاراً بِالْمَدِينَةِ وَ قَالَ تَبِيعُهُ بِعَشْرِ دَنَانِيرَ وَ لَا تَنْقُصُهُ شَيْئاً فَعَرَّفَهُ الْمَوْلَى فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنَ الْحَاجِّ فَقَالَ لَهُ مَعِي ثَمَانِيَةُ دَنَانِيرَ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهَا فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ لِمَوْلَاكَ إِنْ شِئْتَ لَعَلَّهُ يَأْذَنُ لَكَ فِي بَيْعِهِ بِهَذِهِ الثَّمَانِيَةِ دَنَانِيرَ فَرَجَعَ الْمَوْلَى إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ الْخُرَاسَانِيِّ فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ إِنْ قَبِلْتَ مِنَّا الدِّينَارَيْنِ صِلَةً أَخَذْنَا مِنْكَ الثَّمَانِيَةَ فَقُلْتُ لَهُ: فَقَالَ قَدْ قَبِلْتُ فَسَلَّمْتُ إِلَيْهِ وَ حَجَّ أَبُو الْحَسَنِ مَعَهُ فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ فِي الْمُنْصَرَفِ وَ إِذَا أَنَا بِصَاحِبِ الْحِمَارِ يَبْكِي فَقُلْتُ لَهُ مَا لَكَ قَالَ سُرِقَ حِمَارِي وَ عَلَيْهِ الْخُرْجُ وَ فِيهِ نَفَقَتِي وَ ثِيَابِي وَ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ إِلَّا مَا تَرَى فَأَخْبَرْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَنَّ هَذَا صَاحِبَ الْحِمَارِ الَّذِي اشْتَرَاهُ ذَكَرَ مِنْ قِصَّتِهِ كَذَا وَ كَذَا، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَعْطِهِ عِشْرِينَ دِرْهَماً وَ قُلْ لَهُ إِذَا قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ فَالْقَنَا قَالَ: فَمَضَيْنَا فَلَمَّا كُنَّا فِي أَوَائِلِ الْمَدِينَةِ بَعْدَ رُجُوعِنَا مِنْ مَكَّةَ نَظَرَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَى قَوْمٍ مُتَّكِئِينَ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ وَ قَالَ سَارِقُ الْحِمَارِ مَعَهُمْ: وَ الْحِمَارُ مَعَهُ وَ الرَّجُلُ مَا أَحْدَثَ فِيهِ حَدَثاً فَامْضِ إِلَيْهِ وَ قُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى إِمَّا أَنْ تَرُدَّ الْحِمَارَ وَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَ إِلَّا رَفَعْتُ أَمْرَكَ إِلَى السُّلْطَانِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: مَا قَالَ، قَالَ سَارِقُ الْحِمَارِ يَجْعَلُ عَهْداً وَ ذِمَّةً أَنْ لَا يَدُلَّ عَلَيَّ وَ أَرُدُّ الْحِمَارَ وَ مَا عَلَيْهِ الْخُرْجُ وَ قَدِمَ صَاحِبُ الْحِمَارِ فَقَالَ: هَذَا حِمَارُكَ وَ مَا عَلَيْهِ فَانْظُرْ فَإِنَّكَ لَا تَفْقِدُ مِنْهُ شَيْئاً مِنْ مَتَاعِكَ فَنَظَرَ وَ قَالَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا فَقَدْتُ مِنْ مَتَاعِي قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً.
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخِرَقِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْخَفَّافِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي مَرِيضاً فَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام) فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي خَلَّفْتُ أَبِي بِالْكُوفَةِ مَرِيضاً فَقَالَ لِي: آجَرَكَ اللَّهُ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَجَدْتُ أَبِي قَدْ مَاتَ قَبْلَ مَسْأَلَتِي إِيَّاهُ عَنِ الدُّعَاءِ لَهُ بِالْعَافِيَةِ.