و الكوفة و البقيع و غيرها من العتبات المقدسة كطوس وسواها و في كل موطىء قدم مرّوا به أو أقاموا على ترابه و يرى أن هذه المشاهد الطاهرة و العتبات المقدسة قد أشيد عليها دور العلم و الحكمة و أقيم عليها الحوزات الدينية التي حفظت الإسلام و الشريعة السمحة و أحكامها و هذا الرأي الصحيح هو رأي الإمامية الفرقة الناجية صاحبة الحق و هذا ما نوّه عنه و أشار إليه العلامة المعتزلي ابن أبي الحديد في قصائده العلويات لشهرتها أعرضنا عنها و سأوضح للقارىء الكريم قناعتي في الموضوع الذي أثير حول طائفة الشيخ الذي نحن في صدده و الحديث عنه و ما التبس في القديم و الحديث على الآخرين من شبهات لا تعطي دليلا قطعيا لا من قريب و لا من بعيد فالناقل عنهم و الحامل عليهم إمّا لعصبية عمياء أو كراهية ممقوتة أو لجهل مركب منبوذ من أصحاب الأقلام المأجورة و أرباب الدعوات الباطلة الذين هم في هذا النهج عملاء للصهيونية و خدم للإمبريالية و هم ليسوا من المسلمين و هؤلاء الفريق من الناس معروفون قديما و حديثا على أنهم تجار منافع و سماسرة مصالح يميلون مع كل ناعق كما قال الإمام علي (عليه السلام) في هذا المجال و سواه. و نعود إلى الموضوع نفسه بعد هذا الاستطراد البلاغي حيث تراه دائما يشيد بهم و يثني عليهم و يطريهم قال:
1- حتى انتهيت بأصحابي إلى حرم * * * حماته سادة من آل حمدان
2- قوم أقاموا حدود اللّه و اعتصموا * * * بحبله من طغاة الإنس و الجان
3- و استأنسوا بالدّجى النار التي ظهرت * * * بطور سيناء من أجبال فاران
4- لم ينسهم عهدها تبديل معهدها * * * كلا و لم ينسهم عن حبها ثان
و هذه الصورة الصادقة تراها واحدة في كل قصائده لا لبس فيها و لا غموض و لا تعقيد و هذا ناجم عن مواقفه الصادقة و الإيجابية لمحبّيه و أساتذته و يرى القارىء الكريم معي و الناقد المنصف أيضا لا يخرج في مدحه هذا عن مدح الكميت و دعبل و الفرزدق و أبي فراس الحمداني شعراء آل البيت و محبيهم تعبيرا و تصويرا و عاطفة و على غرار ابن الرومي و أبي تمام الطائي و السيد