اسم الکتاب : الرسائل التسع المؤلف : المحقق الحلي الجزء : 1 صفحة : 90
عبّاس وهو أحد علماء الصحابة أنّه قال : لم أجد في كتاب الله إلّا المسح [٢٨]. وهذا من صحيح
أخبارهم. وكذا نقل عن أنس [٢٩]. وعن عليّ عليهالسلام بنقل الشيعة الذي ملأ الآفاق. وقد روى ذلك حيث وصف وضوء
رسول الله صلىاللهعليهوآله. ذكر ذلك الخطابي في معالم السنن [٣٠].
قوله : فيستحيل
اتّفاق الصحابة على المعاندة في ما لا غرض فيه ، قلنا : قد بيّنا أنّ الاتّفاق لم
يحصل إذ كثير من الصحابة قالوا بالمسح والباقون منهم من اشتبه عليه ومنهم من
اعتمده استظهارا ، ومنهم من يخيّره اجتهادا ، وكلّ هذا وإن لم يتيقّن فهو محتمل ، ومع
الاحتمال يزول الاستدلال به.
على أنّه قد
كان في الصحابة من يجب اتّباع مذاهبه ، ويخشى الأكثر مجاهرته [٣١] ، فيعمل هو
لشبهة وآخرون للمتابعة ، ثمّ يشاهدون ذلك الطبقة الثانية ، فيحسنون الظنّ بالأولى
فينتشر حتّى يظنّ إجماعا.
وقوله : الفقهاء
الأربعة قائلون به. قلنا : لا حجّة في اتّفاقهم إذا خلا من الدليل.
[٢٨] قال ابن قدامة
في المعني ١ ـ ١٥٠ : حكي عن ابن عباس أنه قال : ما أجد في كتاب الله إلّا غسلتين
ومسحتين.
[٢٩] قال الطبري في
تفسيره ٦ ـ ٨٢ : عن انس قال : نزل القرآن بالمسح والسنّة الغسل.
[٣٠] معالم السنن
شرح لسنن أبي داود ألّفه أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي المتوفى سنة
٣٨٨. راجع كشف الظنون ١٠٠٥.