responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 78

فحديث أبي هريرة هذا ـ بهرائه وهذره [1] ـ اجنبي عن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم مباين اسننه كل المباينة. ومعاذ الله ان ينسب إلى انبياء الله ما اشتمل عليه هذا الحديث الغث التفه [2] وحاشا آدم من المعصية بارتكاب المحرم الذي يوجب غضب الله، وانما كان منهياً عن الشجرة نهي تنزيه وارشاد، وتقدس نوح من الدعاء إلا على اعداء الله تقرباً اليه عز سلطانه؟ وتنزه ابراهيم عن الكذب وعن كل قول أو فعل يغضب الله عز وجل أو يخالف الحكمة ومعاذ الله أن يقتل موسى نفساً يغضب الله لقتلها وإنما يقتل من لا حرمة له عند الله تعالى ولا وزن له عند أولي الالباب؛ وتعالى الله أن يعاملهم إلا بالحسنى كما قال عز من قائل: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) وأنبياء الله اجل من ان يتوهموا بربهم تبارك وتعالى انه قد غضب عليهم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ويمتنع على رسول الله ان يذكرهم إلا بماهم أهله.

ثم كيف يتسنى لأهل المحشران يشتوروا ويأتمروا؟ وهم بحيث: (تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه).

وأني لهم بالوصول الى الأنبياء في ذلك الموقف والانبياء يومئذ على الأعراف، وهل يصل أهل الارض الى السماء؟ وما الذي منعهم من التوسل توّاً برسول الله؟ فانه (صلى الله عليه وآله) وسلم صاحب المقام المحمود والجاه العظيم والشفاعة المقبولة لا يجهله يومئذ احد من الناس؛ ولم لم يرجعهم اليه آدم ولا نوح ولا ابراهيم ولا موسى؟ وهلا اراحوا اولئك المساكين بدلالتهم من أول الامر على ولى الامر في ذلك الحشر؟! أكانوا يجهلون مقامه المحمود في اليوم الموعود


[1] الهراء المنطق الفاسد لا نظام له، والهذر هو الا كثار من الخطأ والباطل.

[2] الذي لا طعم له.

اسم الکتاب : أبو هريرة المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست