responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 149

ما لبث ان جاء القاهرة في السنة التالية مع احد محالفيه احمد بن اويس فارين من وجه تيمور لنك و كانا قد التجأ الى (منويل) امبراطور القسطنطينية فلم يؤمنهما لانه كان في ريب من امره مع دولة اخرى قارب صبحها الانفجار- و هي الدولة العثمانية نسبة الى عثمان الغازي اول سلاطينها. و جرى ذلك في عهد بايزيد بن مراد رابع سلاطين هذه الاسرة الظافرة. و كان قد غزا معظم ايالات المملكة الرومانية الشرقية (مملكة الروم) و اعظمها حتى هدد القسطنطينية فجاء التتر من ورائه بقيادة تيمور لنك فاوقفوه عن مقصده و اصبحت قارة اسيا بين مناظرين عظيمين يتنازعانها و كل منهما ذو بأس شديد و هما تيمور لنك التتري و بايزيد التركي فتلاطمت الزوبعتان فارتعدت لهما افريقيا و اضطربت مصر من دويهما

و طمحت انظار هذين الفاتحين الى مصر فبعث كلّ منهما وفدا الى القاهرة فطلب وفد بايزيد الى برقوق ان يعاهده على السلم و الى الخليفة المقيم في القاهرة ان يقر بايزيد رسميا على سلطنة الاناطول فاجابهم الى ما طلبوه. أما وفد تيمور لنك فاتخذوا خطة اخرى لانهم استعملوا الخشونة و الفظاظة في اقوالهم و مطالبهم فطلبوا اليه ان يسلم لهم قرا يوسف و احمد بن اويس الذين قد التجأ اليه فطيب برقوق خاطرهم و اخذهم بالملاينة فازدادوا فجورا فامر بقتلهم. فشق ذلك على تيمور لنك فساق جيشه و قدم للانتقام فمر بالرها فافتتحها و قتل من فيها ثم جاء حلب فانكى فيها. ثم توقف عن مسيره لغرض في نفسه ليسهل عليه افتتاح مصر. فلم يغفل برقوق عن ذلك فاكثر من الجند و السلاح و تأهب للدفاع او الهجوم لكنه لم يكد يتم هذه التأهبات حتى ادركته الوفاة بداء الصرع في يوم الجمعة 15 شوال سنة 801 ه و عمره ستون سنة

و من آثاره انه ابتنى جامعا لا يزال معروفا الى الآن باسم جامع السلطان برقوق بجانب جامع الملك الناصر في شارع النحاسين. و بنى سورا على مدينة دمنهور و عمّر قناة العروب بالقدس و جدد عمارة المجراة التي تجر الماء من بحر النيل الى قلعة الجبل‌

«سلطنة فرج بن برقوق- اولا»

فلما توفى السلطان برقوق بايعوا بكر ابنائه فرج زين الدين الملقب بابي السعادات و عمره 36 سنة و لقبوه بالملك الناصر. و في اول حكمه ثار الاتابك ايتمش و تنم الفرساني حاكم سوريا فتواطأ هذا الاخير مع يلبغا السالمي حاكم حلب فاستولى على مضايق فلسطين على نية الاستلاء على سائر مدنها. الا ان حدسه لم يتحقق فأخذت منه المضايق و ضويق‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست