responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 148

«سلطنة الملك الظاهر برقوق»

فاقرّ الخليفة المتوكل على اللّه على تولية برقوق و بايعه جميع القضاة و المشايخ و العلماء و الامراء و لقبوه بالملك الظاهر و هو لقب اعظم من حكم مصر من دولة المماليك الاولى نعني به ركن الدين بيبرس البند قداري. و اول شي‌ء خالف فيه اسلافه انه ابطل حمل القبة و الطير على رأس السلطان عند توليته و ابطل ما كان يعمل في يوم النيروز اول السنة القبطية

و كان تيمور لنك القائد التتري الشهير اذ ذاك قد ملأ الارض بفتوحاته حتى سمع دويها في سوريا اذ جاء يهدد حدودها فنهض اليه برقوق في جيش عظيم فاوقفه عند حده لكنه لم يكد يتخلص منه حتى ظهر له عدوّ في بيته نعني به الخليفة المتوكل على اللّه فانه دعا الى خلع برقوق فالتفت حوله دعاة عديدون فاجتمع برقوق بالمشايخ و الائمة و العلماء و اجمع معهم على خلع الخليفة فخلعه و حبسه في القلعة سنة 787 ه و نصب عمرا اخا ابراهيم و لقبه الواثق باللّه. ثم توفى الواثق في 19 شوال سنة 188 ه فنصب ابا يحيى زكريا عمر بن الخليفة المستنصر باللّه. و هذا لم يلبث طويلا لانه اساء السلطان برقوق فخلعه في جمادي الاولى سنة 791 ه و اعاد المتوكل على اللّه لكنه ندم بعد ذلك لما رأى من سعيه في خلعه فحاول تنزيله ثانية فلم يستطع لان المتوكل كان قد تواطأ مع احد الامراء المسمى منطاش على خلعه و وافقهما سائر الامراء و رجال الدولة فخلعوه بعد ان حكم ست سنوات و سبعة اشهر و بضعة ايام و ارسلوه منفيّا الى قلعة الكرك منفى السلاطين في تلك الايام و استقدموا السلطان حاجي آخر سلاطين دولة المماليك البحرية و هو الذي خلعه برقوق. فبايعوه في 6 جمادى الاخرى سنة 791 ه و كان يلقب بالملك الصالح فابدله بالملك المنصور لكنه لم يهنأ بهذه التولية الثانية لان المتوكل و منطاش بعد ان سعيا في توليته ندما فانزلاه و اعادا برقوق في 4 صفر سنة 792 ه فتعلم برقوق هذه المرة كيف يستبقي الملك في يده فبادر حالا الى المنصور حاجي و اماته و قتل كل من كان على دعوته منعا لدسائسهم ثم عمد الى الخارجية فوطد الا من في انحائها و لم يكن يثق بمقاصد اعوان الخلفاء فدخل في احزابهم يتحد تارة مع هؤلاء و طورا مع هؤلاء ليدوم الشقاق بينهم فلا يتفقوا على خلعه‌

و في سنة 794 ه اهداه قرا يوسف امير فارس مدينة تبريز فبعث اليه برقوق خلعة و فوض اليه ان يفتتح ما استطاع من الدن على ان يكون واليا عليها. لكنه‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست