responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 125

قطعوه و كان قد انفق عليه و على البرج ما ينيف على سبعين الف دينار

و في يوم الثلاثا 25 شعبان سنة 616 ه هجم الصليبيون على دمياط فاستولوا عليها و كانت مدة الحصار جميعها 16 شهرا و 22 يوما. فدخلوها و احكموا السيف فيمن بقي فيها من الاحياء الى ان تجاوزوا الحد في القتل و كانت الابخرة الفاسدة تتصاعد عن جثث الموتى ما يلحق الاحياء بهم. و كانت تلك الجثت متراكمة في الاسواق و البيوت و على الاسرة فكان يموت الابن جوعا و ليس من يسعى في دفنه فيبقى في مكانه فيلحقه الاخ ثم الام ثم الاب و هكذا

و اتصل ذلك بالسلطان الملك الكامل فرحل بعد سقوط دمياط بيومين و نزل قبالة طلخا على رأس بحر اشموم و رأس بحر دمياط ليمنع الصليبيين من المسير الى داخلية القطر بحرا و حيز في محلة المنزلة و اقام معسكره هناك‌

و اما الصليبيون فتركوا امتعتهم و مؤنهم في دمياط بعد ان اقاموا فيها حامية و ساروا الى ان وصلوا تجاه المنصورة في ما هو امام سراي المنصورة الآن و عسكروا هناك و كان عدد الصليبيين اذ ذاك نحو مائتي الف رجل و عشرة الاف فارس. فقدم المسلمون شوانيهم امام المنصورة وعدتها مائة قطعة. فاصبح المسلمون في ضيق. فامر الملك الكامل ان ينادى بالمسلمين للجهاد من سائر انحاء القطر فاجتمع الناس من سائر النواحي من اصوان الى القاهرة. و نودي بالتقير العام ايضا فيما بين القاهرة الى آخر الحوف الشرقي فاجتمع عالم لا يقع عليه حصر. و انزل السلطان على ناحية شار مساح الف فارس في آلاف من العربان ليحولوا بين الافرنج و دمياط و سارت الشواني و معها حراقة كبيرة على رأس بحر المحلة و عليها الامير بدر الدين بن حسون فانقطعت الميرة عن الافرنج من البر و البحر

و في اثناء ذلك اتت النجدات للملك الكامل من الشام و الشرق يتقدمها الملك الاشرف موسى بن العادل و على ساقتها الملك المعظم عيسى. فتلقاهم الملك الكامل و انزلهم عنده بالمنصورة في 13 جمادى الاخرة. و تتابع مجي‌ء الملوك حتى بلغت عدة جيوش المسلمين تحو اربعين الف فارس فحاربوا الصليبيين في البحر و البر و اخذوا منهم ست شوان و اسروا منهم الفين و نيفا. فتضعضع الافرنج و ضاق بهم المقام فخابرهم الملك الكامل بامر الصلح ليخرجهم من بلاده فعرض عليهم ان يعطيهم بيت المقدس و عسقلان و طبرية و جبلة و اللاذقية و سائر الاماكن التي فتحها السلطان صلاح الدين الا الشوبلا و الكرك لانهما اصبحتا ملكا خاصا له نالهما بالارث من السلطان صلاح الدين و؟؟؟

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست