responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 126

اليهم في مقابل ذلك ان يردوا له دمياط و ينسحبوا من القطر المصري‌

فاصرّ الصليبيون على طلب تينك المدينتين و مبلغ 300 الف دينار تعويضا لما سببه الملك المعظم عيسى صاحب دمشق بهدم اسوار بيت المقدس فامتنع المسلمون عن التسليم لهم بذلك. ثم بعثوا سرية من رجالهم لتسبر سرّا من وراء معسكر الصليبيين و تخرق سد ترعة المحلة و كان النيل في معظم ارتفاعه فطافت مياه الترعة حتى اغرقت جميع الارضين التي تفصل جيش الصليبيين من دمياط فاصبحوا على مثل الجزيرة و قد حال الماء بينهم و بين نجدة اصحابهم فخافوا سوء المصير و باتوا يشكون من قلة الطعام و كثرة المياه. و لم يكن باقيا بينهم و بين دمياط الا طريق ضيق فامر السلطان بنصب الجسور عند اشمون طناح فعبرت العساكر عليها و ملكت تلك الطريق فاضطرب الصليبيون و ضاقت عليهم الارض‌

و اتفق مجي‌ء مرمة عظيمة مددا للصليبيين حولها عدة حراقات و قد ملئت كلها بالميرة و الاسلحة فقاتلها شواني المسلمين حتى ظفروا بها. فاتصل ذلك بالافرنج فزاد خوفهم و ندموا على رفضهم المعاهدة كما طلبت اليهم. فطلبوا الامان على ان ينسحبوا من القطر المصري جميعه و لا يطلبوا لذلك مقابلا فقبل السلطان الكامل في 7 رجب سنة 618 ه بان يعطي كل من الفريقين رهائن فاعطى الصليبيون ملك عكا و نائب البابا رهنا و اعطى الملك الكامل ابنه الملك الصالح و كان عمره 15 سنة و جماعة من الامراء فسار الصليبيون الى دمياط و سلموها الى المسلمين في 19 رجب بعدان كانوا قد اجهدوا انفسهم في تحصينها و خرجوا من القطر. و بعد خروجهم بقليل جاءت نجدة عظيمة في البحر الى الصليبيين فشكر المسلمون اللّه لتأخرها الى ذلك الحين. و لما بلغ الصليبيون مكانهم ارسلوا الملك الصالح و من معه الى ابيه فارسل لهم رهنهم و تفرق الناس الى بلادهم و دخل الملك الكامل دمياط باخوته و عساكره و كان ليوم دخوله اليها احتفال عظيم‌

و لما استتب للملك الكامل المقام على سلطنة مصر اخرج زعماء الثورة منها و طهر البلاد منهم حتى لم يعد لديه من ينازعه في الملك. ثم عمد الى الصليبيين مغتنما فرصة ضعفهم و عقد معهم معاهدة على كيفية تمكنه من الاغتيال باخويه الذين لو لاهما لم تقم له قائمة في مصر فاغرى الامبراطور فريدريك ملك الصليبيين على الاغتيال باخيه الملك المعظم و استخراج دمشق من يده فقدم هذا الامبراطور الى عكا فاتصل به خبر وفاة الملك المعظم سلطان دمشق و تنصبب ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود مكانه‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست