responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 124

من الدخول الى ديار مصر في النيل. و كان البر الذي نزل عليه الصليبيون جزيرة محاطة بالنيل من جهة و بالبحر المالح من الاخرى يقال لها جزيرة دمياط و كان المسلمون في مدينة دمياط محاصرين حصارا منيعا من البحر و البر و السلسلة ممتدة بين البرج و السور فخول الصليبيون امتلاك ذلك البرج لانهم اذا ملكوه تمكنوا من العبور في النيل الى القاهرة و كان هذا البرج مشحونا بالمقاتلين تأتي اليه المؤن من دمياط على جسر خشي منصوب في عرض النيل و بعد مدة انكسر ذلك الجسر فاغتنم الصليبيون تلك الفرصة و اصطنعوا برجا خشبيا نصبوه على مركبين موسوقين قيودا و انزلوا اليه أقوى رجالهم و احسن عدتهم و صاروا في النيل لمهاجمة برج المسلمين. فلما رأى المسلمون ذلك تجمهروا من البرج و السور و اخذوا برمي السهام و الحراب و الحجارة و المنجنيق على برج الصليبيين فلعبت النار به فخاف الذين فيه ثم انطفأت حالا و تشدد الصليبيون حتى استولوا على برج المسلمين و طمعوا بالاستيلاء على دمياط

فبلغ قدوم الصليبيين الملك الكامل و كان يخلف اباه الملك العادل على ديار مصر فخرج بمن معه في ثالث يوم من وقوع الطائر بخبر نزول الصليبيين و امر والي الغربية بجمع العربان و سار هو في جمع كبير بمن معه من العساكر بمنزلة العادلية قرب دمياط و امتدت عساكره الى دمياط لتمنع الصليبيين من السور و القتال مستمر اربعة اشهر و العادل يسير العساكر من البلاد الشامية شيئا بعد شي‌ء حتى تكاملت عنده و اشتد خوفه من نزول الصليبيين على دمياط فرحل من مرج الصفر الى عالفين فنزل به المرض و مات في جمادى الاخرة فكتم الملك المعظم عيسى موته و حمله في محفة و جعل عنده خادما و طبيبا راكبا الى جانب المحفة و الشرابدار يصلح الشراب و يحمله الى الخادم فيشربه و يوهم الناس ان السلطان شربه الى ان دخلوا به الى قلعة دمشق و صارت اليها الخزائن و البيوتات فاعلن موته و تسلم ابنه الملك المعظم جميع ما كان معه و دفنه بالقلعة ثم نقله الى مدرسة العادلية بدمشق‌

«سلطنة الملك الكامل بن العادل»

و بلغ الملك الكامل موت ابيه و هو بمنزلة العادلية فاستلم زمام الاحكام اما الصليبيون فألحوا في القتال و لا سيما عندما علموا بموت الملك العادل و قطعوا السلاسل التي كانت تتصل بالبرج لتجوز مراكبهم في بحر النيل و يتمكنوا من البلاد فنصب الملك الكامل بدل السلاسل جسرا عظيما في عرض النيل فقاتل الصليبيون قتالا شديدا الى ان‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست