responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 123

مظفر الدين الى الرها فتملكها ثم اضيفت اليه حران و كان الاشرف رجلا محبوبا من الناس مسعودا مؤيدا في الحروب. و في سنة 600 ه حصلت بينه و بين نور الدين ارسلان شاه صاحب الموصل موقعة حربية عظيمة و كان النصر له‌

و كان الصليبيون عند انقسام الدولة الايوبية قد اغتنموا الفرصة لاعادة سلطتهم فاكثروا من الجند و جاهروا بطلب الفتح فسار اليهم العادل و عسكر على جبل طابور امامهم. و كانوا قد استمدوا اوربا على امل ان تأتيهم الامدادات و املاك المسلمين منقسمة و كلمتهم متفرقة فيسهل قهرهم لكنها لم تصل اليهم الا بعد ان اتحد المسلمون و اصبحت بلادهم مملكة واحدة تحت سلطان واحد هو السلطان الملك العادل سيف الدين فحاربهم فعادوا على اعقابهم و قد حبط مسعاهم فتعقبهم نحوا من شهر فجاءه مخبر يخبره بحصول زلزلة عظيمة في مصر شعر بها اهل سوريا و قبرص و اسيا الصغرى حتى العراق و ما بين النهرين. و هذه الزلزلة هي التي هدمت اسوار صور سنة 600 ه. و كانت تهدد مصر زلزلة اخرى سياسية و هي عمارة صليبية عظيمة احتلت سواحلها و اخترقها حتى بلغت فوة على فرع رشيد فاستولت عليها بعد ان نهبتها و ذبحت اهلها فاضطرب العادل لهذين الخبرين فاسرع لملافاة الامر فتخابر مع قواد الصليبيين و عقدوا معاهدة تقضي بانسحابهم من مصر على ان يتنازل لهم بمقابلة ذلك عن يافا و يسحب من كان في الله و الرملة من المسلمين‌

فاجلى الصليبيون من مصر لكنهم لم ينفكوا عن المحاربة في سوريا و هم لم يقبلوا بتلك المعاهدة الا ليشغلوا السلطان العادل في مصر و يسيروا الى فتح حماه و الاستيلاء على ما بطريقهم اليها. فاتصل ذلك بالسلطان العادل فبرح مصر في جيش للمدافعة عن حماه فحصلت بينه و بينهم مواقع كثيرة و بينما هم في ذلك جاء الخبر تقدوم المدد الى الصليبيين و هي الحملة العظيمة التي ارسلها (البابا) و حطت رحالها عند عكا و غيرها فهرع الملك العادل الى نابلس ليقيم فيها حصنا فطردوه منها فرجع الى برج الصفر.

فقطع الصليبيون المخابرات مع مصر حتى جؤا على نهاية الحروب الصليبية في سوريا فحولوا اعنتها الى مصر

فجاؤا اليها بحرا و حصروا دمياط في يوم الثلاثاء في 4 ربيع اول سنة 615 ه.

و هم نحو 70 الف فارس و 400 الف راجل فخيموا تجاه دمياط في البر الغربي و حفروا على معسكرهم خندقا و اقاموا عليه سورا و شرعوا في قتال برج دمياط فانه كان برجا منيعا في سلاسل من حديد غلاظ تمتد على النيل لتمنع المراكب الواصلة في البحر المالح‌

اسم الکتاب : رحلة مصر والسودان المؤلف : مهري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست