responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 99

خوفا من أنّ مبادئهم لا تتفق حق الاتفاق مع سبيلي في الحياة، و قد أقنعوا مع ذلك السفير التركي «أفندي إسماعيل‌ [1]، و صاحب سره أفندي يوسف أن يعتقدوا عقائدهم، و وقفوا هذين المسلمين على جميع أسرار الماسونية [2].

من عجائب لندن‌

ذكرت آنفا و مقدما أنّ الإنكليز يحبون أن يجمعوا مجموعات من الأشياء النادرة، و المواضع الّتي تحوي هذه العجائب تسمّى «المتاحف» و أشهرها في لندن «المتحفة البريطانية» و هي مؤسسة وطنية، أعني أنّ الدولة تنفق عليها، و بنايتها تحتوي على زهاء مائة رواق، و لكل رواق اسم مأخوذ من تسمية ما جمع فيه، و أرى من العبث أن أصف هذا القدر من العجائب و الطرائف، و قد لزم تفتيش الطبيعة جمعاء للحصول عليها، و أنا أذكر خاصة قرنين طولهما كطول قرني ظبي عمرة سنتان قطعوهما من جبهة امرأة بعد موتها. و هذه المتحفة قائمة بالقرب من سور المدينة فيرى الرائي من شبابيكها القرى الجميلة الّتي في «هامبستيد» و في «هايكيت» على تلال تحد الأفق.

و رأيت في لندن إيرلنديا عجيبا جدا، كان طوله سبع أذرع و طول كل من قدميه ذراع، و يداه عريضتان بعرض قدم، و كل أعضائه الأخرى في هذه النسبة متناسبة، و بعد تطاولي بلغ رأسي حزامه فإذا وقف قائما وجب أن يتقاصر لكيلا يصدم رأسه السقف، و هذا العملاق يعيش عيشة تعسة، فقد منع من الخروج لئلا يخيف النّساء و الأطفال، و اضطر أن يظهر في عجائب المخلوقات مقابل شلن واحد.

و ذات يوم بينما كنت أجتاز مربعة «بورتمان» لحظت جماعة من الصبيان قد ارتدوا أسمالا قد سوّدها الدخان و هم يغنّون و يعلنون ابتهاجهم،


[1] هكذا وردت التسمية في الترجمة الفرنسية. (م).

[2] و منذ ذلك العصر دخلت الماسونية في تركيا و انضم إليها كثير من أعيان الأتراك و لا تزال شائعة هناك في طبقات الموظفين و المعلمين و الأساتذة، كما هو الأمر في كثير من الأقطار العربية و بلاد الفرس اليوم و أخوة الإيمان خير منها. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست