responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 98

سليمان بن داود، لما بنى هيكل أورشليم «القدس» حشر بناة و فعلة و صناعا من جميع أصقاع العالم و خصوصا أوروبا، و أنّ الفعلة و الصناع لتخليد ذكرى هذا الحادث المجيد (حادث بناء الهيكل) تواضعوا أسرارا يجب عليهم أن لا يطلعوا عليها إلّا من يعترف بصحة نحلتهم و ينضوي إلى جماعتهم.

إنّي أستحسن‌ [1] جدا مبادئهم فهم لا يحاولون أن ينقلوا أحدا من دينه إلى دين آخر، و هم محسنون إلى الفقراء و مستعدون دائما للتعاون بينهم، و المشاجرة و المخاصمة و المجادلة و المحاجة منفية عن جمعيتهم، فهم متآخون متصافون أبدا.

و قد زرت حديقة «سبا» ذا مساء كان فيه أمير الغال يرأس محفل الماسونيين هؤلاء، و كانت الحديقة قد أضيئت و كان فيها زحام كثير لأشخاص من النوعين الرّجال و النّساء و وضع العشاء تحت الأشجار و إلى كل مائدة نحو من عشرين إنسانا في رقابة أحد الماسونية الأوائل، و كان بين المدعوين كثير من عامّة الشعب، فانهمكوا في أبهج المسرات و تحدثوا ببالغ الألفة و رفع الكلفة عن أخيهم في نحلتهم «جورج‌ [2]»، و منذ دخلت الحديقة، حدّقت إليّ جميع العيون، و أكثر الماسونيين دعوني أن أؤاكلهم على مائدتهم، و اجتهدت أن أستعفي و لكنّهم ألحّوا، فاضطررت أن أقبل كأس نبيذ من كل مائدة. و أنّ عددا كبيرا من النّساء الجميلات حضنني على أن أملأ قدحي نبيذا مرّة ثانية، و هكذا شربت في تلك الأمسية من النبيذ ما لم أشرب مثله قط، و أطلقوا في أثناء العشاء نيرانا صناعية و عزفت موسيقى الأمير نوبات عذبة. و فذلكة القول أنّي كنت أجدني كأنّني أشهد الأعياد و الاحتفالات الموصوفة في قصص الخرافات أو في قصص «ألف ليلة و ليلة».

و أراد عدّة ماسونيين إدخالي في جمعيتهم و لكني رفضت هذا الشرف‌


[1] اطلع الرحالة على شؤون من شؤنهم أكثر ممّا قال من أنّه لم يسمع من أخبارم إلّا كذا و كذا و خصوصا بعد أن أكل معهم، و هذا رأيه فيهم و عليه تبعته. (م).

[2] لعلّه الأمير رئيس المحفل المذكور. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست